ويســــرقنــــي من حبــِّــه العـــُـمْر

  • بقــــلم عبــــد الخــــالق قلعــــه جي

 

كثيراً ما كانت صالة الأسد للفنون الجميلة، واحدة من الأماكن المحببة التي كنت أزورها بين الحين والآخر، لتغطية معرض وفعالية، أو لاستراحة أومضت حاجة، تشير في توقيتها إلى فنجان قهوة.

 

غريب أمر فنجان القهوة هذا، بما يحمل من طاقة هائلة في حبات بنه، أما ذروة المتعة فيه، فهي أن تغازله عيناك.. تستمتع بما ارتسم على وجهه، وبما يبادلك إياه، نشوة الرشفة متمنعاً بسحرٍ، مختبراً تفاصيل صبرك وانتظارك.. إلى أن يمنحك الرشفة الأخرى.

 

لم تكن عقارب الساعة يوماً مفردة حساب في حياتي، إلا لما ازدحمت به النفس والروح، ولعل ذلك النهج مازال حاضراً، يغضُّ الطرف عن كثير ارقام واعتبارات.. فالعبرة في أن لا تكون طارئاً ولا عابر سبيل. إنما فيما تقدم بين أزمنتها مصافحاً به الناس ليمكث في الأرض وتباركه السماء.

 

غلال من ثمار كثيرة كانت.. وكانت متعة القطاف أن أعود بها غراساً من جديد تكبر بها دائرة العطاء.. تزهر على المدى وتنشر شذاها أمانة ومحبة ووفاء، وتوقاً أبداً لإشراقة القيمة.

 

رجع للصدى حملته سنين إلى هناك.. فكان معرض تكريم.. تحية إلى الصحفي عبد الخالق قلعه جي.. وذلك كما حمله الاهداء والاعلان عن هذا المعرض، الذي أقامته جهات ثلاث.. اتحاد الفنانين التشكيليين.. اتحاد الصحفيين ومديرية الثقافة، وازدهى بأنامل فنانين أربعة.. خلدون الأحمد.. إبراهيم داوود.. د زاهر عيروض وابتسام مجيد، وذلك في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب المجاورة لحديقة الرازي.

 

إذا كنا تحدثنا عن القيمة، فالأمانة تقتضي الاعتراف أني مدين لعملي الإعلامي.. إذاعي وصحفي وغيره.. مدين بما شكلني في جوانب، وبما أثرى.. وبما غاص إليه فيّ من كامنات..

 

تكريم بكل العرفان أرفعه إلى أساتذتي من أخذوا بيدي وسقوني فنون العطاء والابداع الإعلامي بمختلف مشاربه وألوانه وثقافته وأخلاقياته… إلى أولئك الأعلام والرواد الذين أسسوا وأشادوا صرح إذاعة حلب الحبيبة.. إلى الدكتور فؤاد رجائي مدير إذاعة حلب الأول.. إلى الكبير عبد الفتاح قلعه جي.. إلى مديري الأستاذ محمود خياطة مدير إذاعة حلب الأسبق.. إلى إذاعة حلب ما كانت.. ما فيها ومن فيها.. من تقاسمت معهم تفاصيل النجاح.

 

رسائل نبيلة حملها هذا التكريم وهذه التحية، تقول في بعضها.. بين أيديكم أمانة، واجبٌ صونُها والحفاظ عليها والاستمرار بها بكل التفاني والإخلاص والمحبة التي لم تعط يوماً إلا نفسها ولم تأخذ إلا من نفسها.

 

رسم للمحبة ارتضيته.. سلافة عمر لإذاعة حلب وهبتها.. وربما أمنح نفسي كثيراً من زهو، أني أمضيت في محرابها عقوداً من حياة وعطاء.. وأني.. أني إليها أنتسب.

 

كل الشكر والامتنان – هذا التكريم – فقد غمرتموني بفيض محبتكم ووفائكم، حضوراً أعزاء، وجهات مكرِّمة.. تكريمٌ أرفعه إلى التي منها وإليها العطاء.. شهباء القلب والروح..  ولوطني الحبيب وغده الأجمل إن شاء الله.. و لي فيه عهد دائماً أعيش به وله.. حتى يرتشف الجهد المبدع – أستعيرها – آخر قطرة في كأس العمر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار