الدكتور محمود عكام – مفتي حلب
البعد الأول:
صيام يعني امتناعاً عن الطعام والشراب غايته التقوى التي تدل على الامتناع عن كل ما يؤذي إنسانية الإنسان، والفرق بين الامتناعين أن الأول ظرفه نهارات رمضان من الفجر وإلى المغرب، بينما ظرف الامتناع الثاني عُمُر وحياة الإنسان على الدوام.
فهيا أيها الصائمون من أجل التحقق بالامتناع الثاني وحينها: تم أداء الفريضة على أكمل وجه، ولينتظر القائم بها توفيقاً في الدنيا وفوزاً عظيماً في الآخرة.
البعد الثاني:
قيامٌ يعني شكراً، ولطالما كانت الدلالة كذلك، فمن قام لفلان فقد عبَّر عن شكره له، فها هو ذا بين الصبر في النهار والشكر في الليل، وطوبى للصابر الشاكر بل نعمَّا ذياك العبد المتقلب في الصبر والشكر مع المعبود القيوم، والقيام – أيضاً – يعني المتابعة والمثابرة مع إرادة تحسين العمل المثابَر عليه، ففلان قائم على عمله يعني إحسانه فيه (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب(.
البعد الثالث:
قرآن وجهاد، وأهم جهاد جهادٌ بالقرآن (وجاهدهم به جهاداً كبيراً)، وإذا لم يكن الجهاد بالقرآن، ومن القرآن، ومن أجل القرآن فليس بجهاد بل هو فتنة، والجهاد بالقرآن يعني الدعوة إلى محكماته والتحقق بها بالحكمة والموعظة الحسنة، والجهاد من القرآن: أي حسب مواصفات القرآن، فالمجاهد رحيم كريم عفيف يجدُّ للقضاء على الفساد دون المفسدين، وعلى الضلال دون الضالين وهكذا دواليك، وأما الجهاد من أجل القرآن، أي من أجل أن يسود العدل والشفاء والرحمة والحب (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) فهو رحمة للناس عامة، فاليوم يوم المرحمة كما أعلن سيد الناس صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الأيام منذ خمسة عشر قرناً.
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥