عبد الكريم عبيد
الكل يجمع من أهل العلم والسياسة والإعلام وعامة الناس على أن العالم على صفيح ساخن إذ لا استقرار يسود المنطقة والعالم والتسخين العسكري والسياسي والإعلامي سيد الموقف.
وأشدُّ هذه الساحات سخونة وإجراماً ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من إبادة جماعية لم يشهدها العصر الحديث من قبل جنود برابرة إرهابيين امتهنوا القتل وسفك الدماء بدم بارد أمام مرأى العالم وسمعه, والمنظمات الدولية والأممية التي تعتني بحقوق الإنسان وتراعي الأعراف والأحكام الدولية وذلك إرضاءً لنزعتهم وساديتهم…
باختصار لقد أسقط الكيان الصهيوني كل ما هو إنساني وحارب كل المنظمات التي تدعي حرصها على حماية الإنسانية والإنسان والعيش بحرية وكرامة …
وإلا ما معنى السؤال الذي يحير أصحاب الألباب والعقول والعارفين ولا يجدون إجابة شافية …!!
النساء تُقتل, الصحفيون صاروا أهدافاً مباشرة, والأطفال, الشيوخ, البشر والشجر, وكل ما يمت إلى الحياة والإنسانية صار هدفاً مشروعاً لآلة القتل والدمار الفتاكة التي تدمر البيوت فوق ساكنيها والمعامل فوق رؤوس عمالها, والمنشآت الاقتصادية والإنتاجية والخدمية التي تقدم الماء والكهرباء والصرف الصحي كلها صارت أهدافاً مباشرة محولةً غزة إلى أكبر سجن في العالم يمارَس فيه كل أشكال القتل والتدمير والحصار والتجويع من إغلاقٍ للمعابر واستهدافٍ حتى للقوافل الأممية لتتمكن من قتل الشعب الفلسطيني بالكامل إذ أن الذي لم تطله آلة الإرهاب الصهيوني يموت جوعاً جراء الحصار الخانق المفروض.
أمام مرأى العالم وسمعه … مجازر وسفك دماء … جثث في الشوارع … صراخ أطفال ونساء وشيوخ… جثث تُنتشل من تحت الركام .. كل هذا ولم يتحرك الضمير العالمي الغربي المتحضر الذي يدعي الإنسانية والحرية والعيش بكرامة …..
سقطت كل الأعراف والقيم الإنسانية والدولية بكل هيئاتها الأممية, ست أشهرٍ من المجازر في غزة بحق شعب أعزل بريء يدافع عن حقه في العودة وفي أن يعيش بكرامة على أرضه … إلا أن الصهاينة والغرب حتى الحرية والكرامة استكثروها على الشعب البريء الأعزل .. الشعب الفلسطيني ..
نحن في أيام مباركة, أيام رمضان وتجاربنا تاريخياً مع فضائل هذا الشهر تشهد أن أمة العرب والإسلام حققت نصرها على العدو الصهيوني في رمضان وفي أكثر من معركة وواقعة عبر التاريخ …
رغم الدمار والخراب والقتل والمعاناة والمأساة, إلا أن إرادة أبناء فلسطين في تحقيق نصرهم الموعود بات قريباً وقريباً جداً.