- الأب الخوري شكري توما *
بداية استعرض بعض النصوص الكتابية الواردة في الكتب السماوية المقدسة ، والتي تؤكد جميعها على ضرورة ممارسة فضيلة الصوم. لما فيه من خير وثواب ومنافع عميقة على الإنسان المؤمن.
ومن خلال هذه النصوص الكتابية أطرح السؤال التالي على كل مؤمن ومؤمنة. هل الصوم عادة أم عبادة يمارسها المؤمن في أوقات وأزمنة محددة على مدار السنة؟
جاء في العهد القديم “قال الرب لموسى اصعد إلى الجبل وكن هناك، فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم. ودخل موسى في وسط السحاب وصعد إلى الجبل. وكان موسى في الجبل أربعين نهاراً وأربعين ليلة في حلة من الصيام” (خر 24: 12و18).
وفعلاً استلم الوحي الحجارة المكتوب عليها الوصايا العشرة.
وجاء في الإنجيل المقدس: “ثم أُصعِد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس. فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً. فتقدم اليه المجرب وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً. فأجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بكل كلمة تخرج من فم الله. ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فأطرح نفسك إلى أسفل.
لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك. فعلى أيديهم يحملونك لكيلا تصدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضاً لا تجرب الرب إلهك. ثم أخذه ابليس إلى جبل عالٍ جداً وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له أعطيك هذه جميعها إن خَرَرت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع أذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. ثم تركه ابليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه” (متى 4: 1-11).
وأنتصر السيد المسيح انتصاراً ساحقاً على إبليس في تجاربه الثلاثة: شهوة البطن وشراهة الجسد والمجد الباطل. وروح الكبرياء في المسؤولية والسلطة.
أجل انتصر الفادي يسوع على البطن وملذات الدنيا، ومحبة المال.
وجاء في القرآن الكريم “يا أيَّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتبَ على الذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون” (سورة البقرة 183).
إذاً الصوم فضيلة كتب على الإنسان عبر مراحل التاريخ وفيه يتقي المخلوق الخالق، ويمارس فيه كل الفضائل من صلاة وزكاة وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين .
ـــــــــــــــــ
* كاهن كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس بحلب
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t