- الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب
قالوا قديماً، وأكَّدوا حديثاً إنَّ وحدةَ الإنسَان مع الإنسانِ تتناسبُ قُوةً واطّراداً بقَدْر ما بين المتَّحدين مِنْ مُشتركَات، وهي تَضعُفُ لتصلَ إلى حدِّ التلاشي إذا انحسَرت المشتركاتُ، فإذا قَلَّتْ وَهَنَتْ.
ويأتي رمَضَان ليرفعَ – في عالم المحسوس والملموس – مِن عددِ المشتركات بين المسلمين، فالصِّيامُ واحدٌ، وساعةُ الانطلاق فيه واحدةٌ، ولحظةُ الانتهاء منه واحدةٌ.
وإذ تُعاينُ مجتمعَ الصَّائمين ترى أفرادَه وكأنَّهم حالاتٌ مُتكرِّرة ومتعدِّدةٌ لِشدَّةِ ما بينهم من مُشتركَات، بعضُهم من بعضٍ تعاوناً وتضامناً ومحبةً وتآلفاً.
فعلامَ التنازعُ؟ وهو سُلوكٌ غريبٌ وشاذّ، لا تتحمَّله فَرائضُ الإسلام كافَّة، ولاسيَّما الصِّيام!
ولِمَ التفرّق؟ وهو داءٌ وَبيلٌ ترفضُه كلُّ مبادئ الدِّين الحنيف، ولاسيَّما المعاني التي جاء بها رمَضَان!
لقد أريتُمونا أيُّها الصَّائمون قوةَ إرادتكم في توجيهِ الأجسام والأجساد، فأرُونا أيضاً قوَّتها في ميادين النَّفس؛ فأجمعوا أمرَكم، وتناسُوا الغلَّ والحسدَ والأحقاد، فقد أفلحَ في رمَضَان من اتَّحد.
ولن ينفعَ الجسمَ عنايةٌ مقتصرةٌ فيه وعليه، لا تصحبُها مثلُها للنفس والقلب، لأنَّ الإنسان بروحه وقلبه أولاً وآخِراً.
أقْبِلْ على النَّفس واستكملْ فضائلَه فأنتَ بالرُّوح لا بالـجـسْم إنســانُ
ورسولُ الله ص يقول: (إنَّما الأعمال بالنيَّات) .
ويقول ص: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) .
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t