عبد الكريم عبيد
المشهد العام في فلسطين وتحديداً في غزة … يتجلى في شعب آمن أعزل يتعرض للإبادة الجماعية حيث القتل والدمار وسفك دماء الأبرياء وتهديم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ومحاصرة السكان وهدم المستشفيات فوق رؤوس المرضى والطواقم الطبية … يعني من لم يمت بطائرات الصهاينة وصواريخهم الذكية التي لا تخطئ تجمعات النازحين على أرض غزة يموت باستهداف المراكز الطبية والمستشفيات التي لجأ إليها المرضى والنساء والأطفال والشيوخ.
منذ ستة أشهر وحتى الآن وجنود الاحتلال يرتكبون أبشع المجازر بحق هؤلاء الأبرياء العُزّل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم رفضوا التهجير وترك أرضهم ومنازلهم واللجوء إلى جزر وسجون كبيرة تقيهم من جرائم الاحتلال التي يرتكبها بمباركة أمريكية أوربية وصمت عربي مقيت.
في الوقت الذي تجن فيه آلة القتل والدمار بارتكاب أبشع الجرائم بتاريخ الإنسانية والأمم المتحضرة التي بدورها تصمت لا بل وتبارك المجازر من خلال تعطيل قرارات مجلس الامن التي تدعو إلى وقف الحرب على شعب أعزل وأخرى تمتنع عن التصويت وثالثة تغضّ الطرف ..
السؤال إلى أين يتجه العالم …!؟ إلى مزيد من الدموية والإجرام والإفلات من العقاب من خلال مجاملة المجرم الجلاد لا بل وتهيئة الظروف التي تساعده على إجرامه وذلك بـ:
تعطيل قرارات مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو .. وتعطيل الهيئات الدولية والأممية والإنسانية التي يمكن أن تدين … فقط تدين …
بالإضافة إلى ذلك الجسر الجوي الذي يربط بين أمريكا وإسرائيل والكثير من الدول الأوربية التي تمد الكيان المحتل بالأسلحة الفتاكة والذكية التي لا تخطئ الطفل أو المرأة أو الشيخ وهو في منزله أو سريره.
أين العدل والإنسانية والضمائر والأعراف ومبادئ السلام والقانون الدولي الذي يحرم كل هذه الأفعال ولا يجيزها بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف كان … على الصعيد الرسمي العالمي محاولات خجولة وغير فاعلة تبذل لحفظ ماء الوجه أمام المد الجماهيري في الشارع العربي والعالمي إلا أن صيحات هؤلاء الأحرار التي يتلاقى صداها في عواصم ودول العالم لم تحدث تغييراً في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية التي تبذل جنوب أفريقيا جهوداً جبارة وتتحدث بأعلى صوتها لوقف المجازر بحق شعب أعزل إلا أنها لم تلاقي أي صدى.
بعد حوالي ستة أشهر من الصمود والتضحيات من الشعب الفلسطيني لا يزال التحدي والتصدي هو شعار المرحلة الأبرز والإصرار على مقاومة مجازر المحتل الذي فقد أعصابه ودخل في مرحلة الجنون جراء هذه المقاومة الباسلة التي يبديها شعب فلسطين الصابر الصامد.