بقلم سمير نجيب *
مائة وسبعون يوماً وحرب الإبادة الأمريكية الصهيونية الغربية مستمرة بحق شعبنا في قطاع غزة بالتساوق مع التشويه السياسي والتضليل الإعلامي الأمريكي لإظهار أن هناك تباين في المواقف والأهداف بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو.
وجاءت الجولات المكوكية لطاقم الإدارة الأمريكية للمنطقة وخاصة الجولات الستة لوزير خارجيتها بلينكن وطرح مبادرات سياسية ” حل الدولتين ” وإنسانية قرار إنشاء المرفأ المائي العائم على شواطئ غزة وبعيدا عن فكرة حل الدولتين المزعومة التي تطرح في سياق البازار السياسي الكاذب الغير قابلة للتطبيق جاء قرار الرئيس الأمريكي بايدن بإنشاء ميناء عائم مؤقت على سواحل غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل قطاع غزة .
بالشكل يظهر انه إنساني أما بالجوهر والمضمون يأتي استكمالا لتحقيق أهداف العدوان فانطلاقا من وعي وقناعة الشعب الفلسطيني وقوى الأمة الحية بأن أمريكا هي العدو الأول للامة فلا يمكن ان نتعاطى مع هذا القرار بحسن نية فأمريكا هي صاحبة قرار الحرب بغزة والشعب يقتل ويباد وتدمر بنيته التحتية بدعم أميركي كامل للكيان الصهيوني على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية.
انطلاقا من ذلك يمكن أن نستخلص الدوافع الحقيقية لإنشاء هذا الميناء والذي جاء بالتنسيق مع الاحتلال لأن يصب في مصلحته..
بداية علينا أن نسلط الضوء على أن تكلفة إقامة هذا الميناء بالتقدير الأولي حوالي ” 350 ” مليون دولار ومساحته 6 كيلو متر مربع ” حوالي ربع مساحة شاطئ غزة” وستنطلق السفن والبواخر من ميناء قبرص إلى شواطئ غزة قاطعة مسافة ” 387 كم وسترسو في ميناء أسدود الصهيوني للتفتيش والمراقبة ثم ترسل تحت سيطرة بحرية الاحتلال إلى القطاع بهذا الشكل تظهر للعالم أن المسألة إنسانيه إغاثية إلا أن الواقع والمعطيات التي حذرت منها قوى المقاومة الفلسطينية بأن المشروع له غايات وأهداف سياسية منها أهداف آنية مرتبطة بحملة الانتخابات الأمريكية القادمة بعد موجة الاحتجاجات والغضب التي عمت عدد من المدن الأمريكية لإعادة تبييض صفحة الحزب الديمقراطي الحاكم الملطخة بدماء الأبرياء في غزة و للهروب من مسؤولية وقف العدوان والالتفاف على قرار محكمة العدل الدولية وكل القوانين والمواثيق الأممية ..أما بالبعد السياسي الاستراتيجي يهدف المشروع إلى ..
1- خلق البيئة المناسبة في قطاع غزة لإنشاء وتشكيل مجالس محلية مرتبطة بالاحتلال بديلا عن الشرعية الفلسطينية..
2- خطوة في اطار التحكم الأمريكي الصهيوني بكل مناحي الحياة في قطاع غزة بعد الاستغناء عن المعابر البرية وخاصة معبر رفح لتصبح غزة أسيرة الاحتلال وبالتالي التحكم بها إغاثيا وحياتيا والعمل على كي الوعي الوطني الفلسطيني وفق المصلحة الصهيونية خاصة وإن القرار واضح بعدم السماح لأي جهة فلسطينية رسمية المشاركة بالمرفأ والتوزيع والتالي العمل على نزع شرعية المقاومة بغزة .
3- خطوة في إطار السعي الصهيوني الدائم للتخلص من وكالة الغوث ” الاونروا” وإخراجها من القطاع تمهيدا لتصفية حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين..
4- العمل على تهجير الفلسطينيين عبر هذا المرفأ إلى دول أوروبا وهذا أحد أهم الأهداف السياسية الآنية ليحقق الكيان ما عجز عنه عسكريا بالتهجير القسري لأهالي القطاع..
إضافة لتحقيق أهداف أمريكية استراتيجية بعيدة اقتصادية وأمنية ..
التساؤل لوكان لدى الإدارة الأمريكية هذا الحرص الإنساني لإغاثة شعبنا في غزة لضغطت على حكومة نتنياهو لفتح معبر رفح وبقية المعابر البرية لإدخال آلاف الشاحنات التي تمنع من الدخول. هذه المخاطر أدركها الشعب الفلسطيني وأعلن رفضها.. شعب ناضل وضحى وصمد وصبر شعب لا يمكن ان يهزم ولن يستسلم للأهداف الأمريكية الصهيونية فما زالت المقاومة قوية وخلفها محور مقاومة يساندها وهي قادرة على إفشال هذه الأهداف العدوانية وتحقيق النصر القادم المعمد بالدماء الطاهرة.. ” وما النصر إلا صبر ساعة ”
——
* عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب