وعـــــلى الأرض فصـــــح وفطـــــر

  • بقلم عبـــــد الخـــــالق قلعـــــه جي

ليس من قبيل المصادفة، أنك في هذه الأيام المباركات، وأنَّى تجولت في حلب، تغمر روحك إشراقات نور.. تصَّاعد من بيوت الله إلى الملأ الأعلى.. دعاءً ورجاءً.. تبتغي القبول، ومن حيث لا تحتسب مخرجاً وعَدَ الله المتقين أن يجعله آت يقيناً لاريب فيه.

كأنها قوس قزح تفاصيل هذي المدينة.. ألوانه تسابيح وجد من مآذن تنبعث ومن كنائس أجراس وترانيم.. رمضان والصوم الكبير.. اللهم إنا لك صمنا وعلى محبتك أفطرنا.. الجمعة والجمعة العظيمة.. أيام للروح.. والعشر الأواخر من رمضان.. فصح مجيد وقيامة. ما أبهاها من حلة تنطق في ألوانها لغة السماء.

في ذروة الحـ  ـرب الآثمة، وبعد أن طالت يد الإرهـ  ـاب دور العبادة ودمـ.ـرت فيما دمـ.ـرت كنيستها الأم.. وبالقرب من الواجهة الشرقية لكنيسة النبي إلياس في الشارع الموازي لشارع الفيلات.. كانت الكنيسة الإنجيلية العربية تشيِّد صرحها الآخر هناك، وليبارك الله أولئك الذين ملأ الإيمان قلوبهم والحب، كي ما تصمت القداديس فيها وتحزن صلوات.

في هذه الكنيسة وفي الفصح المجيد من عام ألفين واثنين وعشرين استوقفني مطولاً ما جاء في كلمة القس إبراهيم نصير الرئيس الروحي لها وهو يتحدث عن معاني ودلالات الفصح المجيد وقيامة السيد المسيح عليه السلام. وعناوين تمثلها وتجسدها.. منظومة عيش وحياة، تجعل من الإنسان “مبتدؤها والمنتهى”.. إحساساً به.. محبة وتعاضداً وبذلاً وعطاءً.

حديث القس نصير أعادني عبر سنوات خلت إلى الأديب الباحث عبد الفتاح قلعه جي في واحدة من مقالاته لصحيفة الجماهير آنذاك حيث أورد حديثاً شريفاً في معرض ما كتب فيها عن رمضان شهر الصيام والصوم، إيماناً وقر في القلب وصدقه العمل، أنموذجاً يسري على سائر الشهور..

” إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه! أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.. يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه!  أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي “

هو ذا صوم الفصح وصوم الفطر.. ينبوع مقدس ومشكاة نور واحدة ملء السموات محبةً والأرض.. فصح مجيد وفطر قادم مبارك إن شاء الله… لأجلك يا مدينة الصلاة.. صلاة من ” ساحة فرحات بحلب ” إلى أهلنا هناك.. إلى بيت لحم وجذع النخلة وإلى قبة الصخرة.. حيث القلوب إليها دائماً تهفو.. ووجهان آن لهما بعد الآن ألا يبكيان..

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار