بقلم| محمود جنيد
الأمر لا يحتاج المزيد من قهر، يفرغ مظاهر العيد من بريق الاحتفاء الذي لمسناه في الأسواق، المكتظة العامرة بالزبائن، المتفرجين و المتسوقين منهم على حد سواء، إلا أن في قلوبنا غصة خانقة حبست سريان البهجة في أرواحنا المصابة بالانفصام، وهوائها الذي تسري فيه رائحة البارود المنبعث من هناك، من فلسطين “غزة” التي ليس لأهلنا فيها من مظاهر العيد، إلا أنفسٌ تستجير هلعاً من ارتكابات بني صهيون الفاشــ. ــنازية، أثواب وسرابيل ملطخة بدماء الشهداء الطاهرة.. قلوب منكسرة، أمعاء ضامرة من جوع متضورة، يقابلها ضمير فاسد للأقربين قبل الأبعدين؛ سَطَر أفظع ملاحم التواطؤ و السفالة في التاريخ .. ” صم بكم عمي” لا يفقهون، لا يعقلون، لا ينددون، لا يستنكرون، بل على أطلال الحياة في “غزة” يهرطقون..!!
في أمسية ماقبل ليلة القدر التي انتظرها على أحر من الجمر لإسباغ الدعاء بالويل والزوال على من قتـ.ـل ودمر وهجر وشنَّع بأهلنا في غزة وفلسطين، طالعتني صورتان متناقضتان لطفلين؛ الأول “غزاوي” ينازع من الجوع على مرأى العالم، والٱخر صغيري الذي صدمني باحتفاليته فرحاً بشراء حذاء العيد، أن أذاع راقصاً على مسمع الناس أغنية” أنا دمي فلسطيني ..” التي يحفظها عن ظهر قلب، هكذا بلا إيعاز أو توجيه، بلا موعد.. كان يعي تماماً ماذا يقول سألته وأجاب دون أن يفسر الدافع المفاجئ من وراء نشيده لتلك الكلمات في هذا التوقيت بالذات، وكأنها رسالة موجهة لي، و لكل من ألقى السمع وهو شهيد على مر العصور والأجيال …القضية الفلسطينية حية لم ولن تمت.. مُحالٌ مُحال.
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب