وداعاً يا رمضان

الدكتور محمود عكام – مفتي حلب

وتودعُ قلوبنا رمضان وهي حزينة، لأنه الفرصةُ الكبرى للمغفرة، والظرفُ العظيم للتوبة، والميدان الأوسع للرّحمة، والساحةُ الأرحبُ للعتق من النار.

يُودعنا رمضانُ ونحن نتمنى أن تكون السنة كلها رمضان، لأن فيه القرآن والفرقان، أعني بدراً والفتح.

يودعنا رمضان هامساً في أذن الواعين:

لا تُعرضوا عما أنزلناه في ليلة القدر، ولا تتغافلوا عن الرحمن من علَّمَ القرآن، فخيرُكم من تعلم القرآن وعلمه، وإياكم والمثاقلة إلى الأرض، والرّضا بالحياة الدُنيا من الآخرة .

فيا رمضان:

في أواخر أيامك بيننا وبينك نجوى، تصدُر عنك وتخرجُ منا رجاءً!

ولئن بدأنا بالرجاء فمن أجل أن يكون خِتَامُ المسك معك، وقد عهَدناه فيك وعنك، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا. ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا قضى عمله).

فرجاؤنا أن تغدو بأيامك شفيعاً لنا، وأن تذكرنا في عداد من تُفاخر بهم على مر السنين وكر الدهور ومرور القرون.

فتكرّم وأجرِ ذكري عِندَهُمْ            عَلّهمْ أن ينظروا عطفاً إليّ

ووصيَتك لنا:

ما فعلتموه في رِحابي حافظوا عليه بعد غيابي، فإنكم لو علمتم ما أنا لتمنيتم أن أكون السنة كلها، والدّهر كله.

فيَ الصيام فلا تنسوه، وفي القيام فلا تتركوه، وفيّ القرآن فلا تهجروه، وفيّ الجهاد فلا تقعدوا عنه، وأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتعاونوا معاً على البر والتقوى، واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرقوا.

عهداً يا رمضان أن نكون أوفياء لوصَاياك، وعهداً يا رمضان أن نعيش الصيام امتثالاً لله، والقيام جهاداً في سبيل، والفُطور شكراً تلهجُ به قلوبنا وألسنتنا لله، والسحور مناجاة مع الله.

رمضانُ وداعاً، طِبتَ وطابَ ما فيك، عُدْ إلينا أحياءً ازداد إيماننا، أو أمواتاً – إن كان الله قدّر ذلك – في جنة الخُلد عند مليكٍ مُقتدرٍ مأوانا.

السلامُ عليك يوم سُميتَ رمضان، ويوم فُرضتَ شهر الصيامَ، ويومَ أنزل فيك القُرآن، ويومَ تشفعُ لنا أيامُك ولياليك عند الدّيان .

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار