بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
العيدُ بسمة ثغرٍ من يتامانا
ورفعة في عظيمِ الأجرِ تلقانا
ومسجد عامر بالخير يجمعنا
وساحة نلتقي فيها أحبّانا
مضى شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك بسرعةٍ.
شهرٌ من الطاعات والقربات قد مرّ على الأمة الإسلامية وكأنه محطة يتزوّد منها الإنسان المؤمن من فيوضات الإيمان، يرمم بها نفسه ويعيد حساباته لعام ماضٍ، فيستغفر عن الذنوب، ويحاول تصحيح مساره في هذه الحياة.
ثم أقبل العيدُ علينا موقظاً ومُنبهاً لنا لتحسين ما اضطرب من علاقاتنا مع الآخرين
يأتي العيد ليوسع الأغنياء على الفقراء وليُغدق الأباء على الأبناء من العطايا.
أتى العيد والفرح فيه طبيعة بشرية وسنة كونية وعطية ربّانية فقد قال رسول الإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه) رواه البخاري. ولولا ذلك لما استساغ الكثير من الناس السرور لما يمرّ على أمتنا من ويلات في فلسطين عامة وفي غزة العزة على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من ذلك وكما يُقال: “إن لم يسعد الحال، فليسعد المقال”، لندعو الله متفائلين بنصرٍ قريب وليكن لسان حالنا مليء بالأمل والسرور،
لقد أقبل علينا العيد حاملاً رسالة عظيمة، جاءنا ليحيي فينا رغبة الحياة.عبر ابتسامات الأطفال وألق السعادة في عيونهم وهم يسعون في أيامه يتبادلون اللعب وكلمات السرور.
ومضى العيد وقد جَسّد البعضُ صورته الحقيقية بإقبالهم على الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين. فرسموا فرحة العيد بريشة أعمالهم الصالحة، ترجمتها ابتسامات أولئك الضعفاء الذين جبروا خواطرهم ورفعوا عنهم شيئاً من البؤس والحاجة.
كما قال الشاعر:
وفي العيد عاداتُ الكرام لقد جرت
ببر اليتامى وافتقاد الأراملِ
بالعطاء تكتملُ الأعياد، وبالجود يظهرُ الأسياد، وبالخيرِ تعمر البلاد.
مضى العيد وقد ضخّ في الحياة صلة الرحمِ والمحبة، والسرور، ولتكن أيام ما بعد العيد استمراراً وترسيخاً واستكملاً لما بُدِءَ من خير وعطاء وصلات، لنبني المجتمع ونُعد إليه ما فقده من ألق ورحمةٍ واستقرار.
وكلّ عامٍ وجميع مكوّنات وطننا وأمتنا بخير وسرور وأمان.