بقلم || عبد الكريم عبيد
ضخ إعلامي وتطورات متسارعة وتحليل سياسي وإعلامي واستراتيجي… تركيز الفضائيات وحتى مواقع السوشيال ميديا على الحدث الأوحد والأبرز الذي يتصدر العناوين وذلك بعد أن جاء الرد الإيراني الواضح والصريح على استهداف كيان الاحتلال الصهيوني لقنصلية إيران في دمشق … وهذا ترتب عليه نتائج عدة قلبت التوقعات ومعادلات الردع التي فرضتها المقاومة.
الآن الكل يحلل ويتوقع ويتكهن وينجم هل سيرد الكيان على إيران بعد ليلة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي استهدفت مقار عسكرية استراتيجية للعدو الصهيوني وفي قلب الكيان.
رغم أن ثلاثة وسبعين بالمئة من مستوطني الاحتلال يعارضون توجيه ضربة عسكرية لإيران لاعتقادهم أن الرد الإيراني سيكون أسرع وأشد قسوة وجبروتاً من الأول وذلك حسب استطلاع للرأي أجري في “تل أبيب” ….
الأمريكان هم الآخرون ليس لديهم الرغبة في توسيع ساحة الصراع في المنطقة حسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” والرئيس “بايدن” لا بل وأنهم أنكروا علمهم باستهداف مقر القنصلية الإيرانية.
إذاً ما الذي يحدث … أمريكا والغرب أقاما جسراً من الإمداد الجوي باتجاه كيان الاحتلال وكذلك الغرب متضمناً السلاح وبكافة صنوفه بالإضافة إلى الإمداد الغذائي والمعونات الاستراتيجية التي ازدادت بعد أحداث غزة في السابع من تشرين الأول.
فرنسا وألمانيا وبريطانيا هي الأخرى بدأت بالضغط دبلوماسياً من أجل التهدئة في الوقت الذي كانت كل هذه الدول تغرق الكيان بكل صنوف الأسلحة الذكية والمتطورة من طائرات وصواريخ وقنابل ذكية وسواها … يعني كيان يعيش على الامداد والتمويل الخارجي باعتباره رأس حربة متقدم لحلف شمال الأطلسي في المنطقة لبث الرعب والفوضى في الوطن العربي ودول الجوار لتوسيع رقعة الفوضى بافتعال الأزمات وإنشاء خلايا إرهابية ودعمها وإمدادها بالمال والسلاح وتشجيع الحركات الانفصالية ونهب خيرات الشعوب وفي مقدمتها الثروات المعدنية والنفط والقمح والفوسفات انطلاقاً من مفهوم الحرب الاستباقية الذي أطلقته “كونداليزا رايس” وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك.
إذاً خيوط المؤامرة الكونية والاستثمار في ورقة الإرهاب تتحكم بهما أمريكا وحلف الناتو والدول التي تنضوي تحت لوائه.
إلا أن هؤلاء مجتمعين يدركون تماماً ان خيوط اللعبة بدأت تنسل من بين أصابعهم وأن سير الأحداث لم تعد تستطيع هذه الدول التحكم به على اعتبار أن هناك دول إقليمية ناهضة صارت قوة ضاربة مثل روسيا والصين والهند وإيران وفنزويلا وسواها … والتي تناصر وتدعم حق الشعوب في استعادة أرضها وكرامتها من خلال جيش وطني عقائدي تدعمه المقاومة الشعبية ومحور المقاوم الصلب من طهران إلى اليمن إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت الذي أفشل المشاريع الأمريكية الغربية والصهيونية والذين يدركون تماماً أن الزمن ليس في صالحهم وأن أي ضربة للعمق الإيراني سيكون هناك ضربات شديدة في عمق الكيان والقواعد الأمريكية في المنطقة وما أكثرها.
إذاً الأحداث تؤكد أن الرد الصهيوني وإن حدث فإنه سيكون محدوداً عبر استهداف شخصيات ومستشارين ومقار في محور المقاومة كنوع من أنواع حفظ ماء وجه كيان الاحتلال الذي تم تمريغ أنفه في التراب.
هو يريد أن يفتعل حركات دراماتيكية يحاول من خلالها أن يعيد هيبته التي أسقطت تحت أقدام رجال المقاومة.
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/