بيانكا ماضيّة
تمر اليوم ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية، وهي مناسبة نستذكر فيها البطولات التي خاضها الشعب السوري لتحرير بلاده من براثن الاستعمار الفرنسي، فكانت الثورات المسلحة صفحة لامعة في سجل تاريخ النضال السوري، بدءاً من ثورة الشيخ صالح العلي، مروراً بثورة إبراهيم هنانو، وصولاً إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وغيرها من ثورات تمكنت من مقارعة المحتل حتى إجلائه عن الأراضي السورية، ورفع العلم السوري مرفرفاً في سماء الوطن، تكتنف هؤلاء الأبطال روح وطنية وعزة وكرامة، رافعين راية الحق لأجل دحر الباطل.
ونحن نعيش هذه الذكرى لابد من الحديث عن الأراضي السورية التي يحتلها الأعداء، وعن الحرب التي خاضها الشعب السوري منذ ثلاثة عشر عاما ذاق خلالها الأمرين، فقدم في سبيل تحرير أراضيه آلاف الشهداء الذين تنكبوا بندقياتهم من أجل الذود عن حياض الوطن، هذا الشعب الذي لايسكت عن ضيم ولا تهنأ روحه إلا بالعيش بحرية وكرامة وعزة.
فكل عام وسورية وهي تكافح لأجل استرجاع أراضيها بشعبها وقيادتها وجيشها، بألف خير، ولعل جلاء آخر يشهده هذا الشعب لينعم بالعيش الهانئ والكريم، فيرفع علم بلاده في ساحات الوطن كلها، ويعلن تحرير بلاده من كل معتد آثم.