« لطشة » فلافل!

|محمود جنيد

وقع المواطن البسيط على غرار العادة في فخ ملصق التعرفة الصورية الذي تصدر واجهة محل الفلافل، قبل أن يفاجأ بأن القرص بألف ليرة والسندويشة بعشرة آلاف بالحد الأدنى.!

وفي هذه اللحظة شعر المواطن الذي تقبّع بكيس قمامة نازل من أحد شرفات المنازل ليوقظه من حالة الصدمة، بأنه هرب من تحت دلف تكلفة الطبخة التي تتفوق على قوة راتبه الشحيح المرقّع الشرائية إلى تحت مزراب أكلة الدراويش ايام زمان، التي ترقت بدورها وأصبحت فقط لمن يملك النصاب المادي وما أقلهم!

حسبة بسيطة خرج معها المواطن الملطوش من كل حدب وصوب المتعثر بمسيره بين حفرة وأختها من تلك التي تملأ الشوارع،  بنتيجة مفادها أن أقراص الفلافل دون بقية” الحباشات” من بندورة وخيار وطحينة وخبز وغيرها، تكلفه شهرياً لعائلته المؤلفة من خمسة أشخاص متوسطي النهم ٣٦٠ الفاً مع مخصصات ثلاثة أقراص يومياً للفرد الواحد، وشراء خمس سندوتشات جاهزة مليون ونصف المليون ليرة أي خمسة أضعاف راتبه في حال كان موظف لوجبة واحدة فقط قد تكون غير مشبعة، بعيداً عن باقي المصاريف من ضرائب و فواتير مختلفة، ومواصلات، وأمبيرات، ومدارس وجامعات، وطبابة وهلم جرا.

في هذه الأثناء لفت نظر مواطننا الذي لم يعد قادراً بسبب تلف أسنانه وعدم قدرته على تكلفة صيانتها المرتفعة بشكل جنوني، حتى على مضغ الرغيف السيء الصنع الذي يظفر به بعد عناء وبهدلة على طابور المعتمد الليلي، لفت نظره رزم المال التي كان يعدها كابتن فريق النباشين داخل مستودعه الذي ينشر الأوبئة في الحي، لتلمع بذهنه فكرة احتراف لعبة النبش التي أصبحت تطعم الشهد بدل الفلافل المصنوع من بقايا الخبز اليابس والقرص بألف، كما كان لديه خيار آخر وهو الالتحاق بعناصر فرق التسول وأولئك حكايتهم حكاية سأرويها لكم في مناسبة لاحقة.!

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

 

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار