طلابنا والامتحانات

الدكتور ربيع حسن كوكة

 

بِقَــدرِ الكَدِّ تُكتَســــبُ المعالي

ومن طلـب العلا ســهر الليالي

ومَن رام العُـلا مِن غيــــر كــدٍّ

أضاع العمـر في طلب المحال

 

اليوم هو أول أيام الامتحانات لأبنائنا من طلبة الشهادات الثانوية.

 

وتتكاثر الأسئلة عن كيفية التخلص من التوتر الكبير وفقدان التركيز قبل الامتحانات وأثناءها.

وما ذلك التوتر إلا بسبب الخوف من الفشل.

 

والحقيقة أن تلك العاقبة لا يستحقها من الطلبة إلا من تهاون واستهان واستهتر بالعلم والوقت ولم يبذل الجهد في الدراسة والتحصيل، أما بقية الطلبة الذين لم يستهينوا ولم يستهتروا، فهم جديرون بالاحترام والتقدير مهما كانت النتيجة، فهم قرة عيوننا ومستقبلنا الزاهر…

 

ولا شك أن هناك فرق بين الجادين في التحصيل العلمي والمستهترين، إذ الجاد يبذل الجهد ويؤمن بقدرته على اجتياز الامتحانات، وبالمقابل فإن المُستهتر لا يؤمن بقدرته على تجاوز الامتحانات.

 

ويمكن أن نُجمل بعض النصائح لأبنائنا الطلبة قبل الامتحان وهي:

توجه بكل كيانك لله داعياً أن يوفقك بعد أن درست عاماً كاملا بجد واجتهاد، ستكون الطمأنينة مرافقةً لك، قال تعالى: {الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}.(٢٨/ سورة الرعد)

 

تفوّق على مخاوفك وهواجسك السلبية إذ أن ذلك الخوف يقود إلى التوتر والقلق لدى الطالب قبيل إجراء الامتحان، وفي بعض الأحيان يزداد هذا التوتر ويقود إلى فقدان التركيز وأعراض صحية تؤثر على الطالب سلبياً .

 

كن واثقاً برسوخ المعلومات التي درستها عبر التحضير المناسب للامتحان، وبذلك يكون الطالب متهيئا بصورة جيدة لكل سؤال دون خوف.

استحضر نجاحك كنتيجة للامتحان، إذ دائماً ما يكون التوقّع والظن الحسن للنتيجة سبب للوصول إليها.

كُن متأنياً لا تنظر إلى ورقة الأسئلة دفعة واحدة لكي لا تشوّش ذهنك، بل إقرأ السؤال الأول ثم أجب عليه ثم إقرأ السؤال الثاني وأجب عليه، وهكذا، ولا تقف طويلاً عند السؤال الذي لا تعرف إجابته بل جاوزه إلى الذي يليه وذلك لكسب الوقت، وبعد الانتهاء عُد للأسئلة التي لم تُسعفك ذاكرتك بإجابتها وأجب عليها بتركيز وتؤدة، وعند الانتهاء أعد قراءة ما كتبت من البداية إلى النهاية ولا تعجل.

 

أحسن إدارة الوقت في الامتحان غالباً ما يُفقد التوتر التركيز فليكن الطالب مُسترخياً، وإن لزم الأمر لاستراحة قصيرة لاسترجاع أفكاره، فلا بأس أن يترك القلم ويلتقط أنفاسه بدلا من المخاطرة بالاستمرار في الكتابة من غير تركيز.

 

تذكر يا بُنيَّ أنه ‏لا شيء يمنعك أن تكون ناجحاً، وإن تعثرت فانهض من جديد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار