حديث ” شائق / ممل ” حول “القيمة المضافة”!

د. سعد بساطة

نتحدث عن سلع كنواتج للصناعة التحويلية؛ ونغفل على الغالب أهم ميزة فيها؛ وهي القيمة المضافة(added value).

ولكن. ماهي بالتعريف؟ إنها الجهد اليدوي والفني (know how) الذي نضيفه للمواد الأولية الخام لتتحول بالنهاية الى منتجات مفيدة قابلة للاستعمال اليومي.

وقد تكون المادة الأولية ثمينة(الذهب) والقيمة المضافة (عادية) لنحصل بعد التصنيع وإضافة تصاميم نتاج مهارات معقدة الى (سلسلة، اسورة الخ..).

ولكن وبعد انتشار المهارات المعقدة لعمال على سوية عالية [صار العامل الماهر هو الميزة التنافسية؛ لا العامل الرخيص حيث كان الاعتقاد السائد بالسابق] وبتنا نحصل على شذرة الكترونية( electronic chip) نضعها على رأس الاصبع ؛ ذات وزن مهمل؛ ولكن تتسع ذاكرتها لمحتويات مكتبة الكونجرس بمجلداتها الملايين!

هذه القطعة من مادة السيليكون؛ كانت عبارة عن كثبان من رمل” تذروها الرياح على المحيطات؛ ولا قيمة فعلية لها؛ لكنه بعد المعالجة أضحى أداة لتخزين المعلومات أو للتحكم بالآلات تقدر قيمتها بألوف الدولارات؛ وهذا مثال هام على القيمة المضافة العالية!

تنحو البلدان الذكية، ذات التخطيط العلمي السليم؛ الى استراتيجيات واعية لرفع القيمة المضافة لمنتجاتها؛ لاسيما تلك التي تستهدف أسواق التصدير.

فماليزيا توقفت عن تصدير المنتجات الزراعية؛ ذات الأثمان البخسة؛ والقيم المضافة المنخفضة؛ واتجهت للتجهيزات والصناعات الالكترونيات الغالية وغيرها؛ محققة” قفزات هامة في مردود الميزان التجاري.

وبلادنا كانت بالماضي تفخر بتصدير ملايين بالات القطن المحلوج للغرب بدريهمات؛ ومن طرف آخر تستورد منتجات قطنية فاخرة من بلدان غربية( سويسرا مثلا”) بالملايين!

هذا على حساب جهود العامل الزراعي المبخوسة، وملايين جالونات المياه المهدورة، وميزان تجاري مكسور دوما”!

بقي أن نعرف الفرق في القيمة المضافة ما بين القطن المحلوج وقميص أنيق بغلاف جذاب، يعادل ثلاثين مثلا” على الأقل…!

ولا تنسى تشغيل مئات الألوف من الأيدي العاملة في مجالات (صناعة مباشرة: النسيج_الصباغة_ التفصيل.. وغير المباشرة: التغليف_ الدعاية_ الشحن،،الخ).

وتشترط الهيئات الناظمة ((ومنها وزارة الصناعة السورية)) توافر نسبة لا تقل عن ٦٠% من القيمة المضافة على المنتج المحلي، ليتم تسميته منتجاً وطنياً ، وأن يحظى برعاية المؤسسات ذات الشأن.

لا أن يتم استيراد (سيارة : مثلا”) مفككة الأوصال؛ ثم شد براغيها محلياً؛ لنطلق على المنتج النهائي ” أنه إنتاج وطني!

========

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار