“الطرطور”.؟!

د. سعد بساطة
سأسرد الحكاية بتصرف، حول رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العملاقة؛ قام بجمع مدراء الأقسام لديه؛ بشكل استثنائي؛ وبصوت أجش يرافقه وجه متجهم قال: ” بلغني من مصادري الموثوقة، أن هناك من يدس لمحاولة زحزحتي من مركزي؛ لن أصرح من هو. ولكن اسمه يبدأ بحرف (ط)!
هنا امتعض وجه ثلاثة من الجالسين؛ طارق.. طه، وشخص آخر؛ التفت إليه رئيس مجلس الادارة قائلاً : (فيم انفعالك؟ واسمك نبيل…) أجاب صاحبنا بصوت مرتجف (ولكنك يا سيدي تناديني دوماً بلقب ” طرطور”!!!
لن أستطرد في الحديث عن المدراء القساة؛ أو رؤساء الأقسام شديدي المراس، فهم متوفرون في كل مكان (شركة؛ مؤسسة؛ وزارة. الخ)؛ ولكنني سأسمح لنفسي بمزيد من التفصيل حول شخصية الطرطور!
هذا الكائن الحيادي؛ ضمن محيطه: أسرته..أصدقائه..زملاء عمله..من (رؤساء وأنداد ومرؤوسين)..حذر جداً؛ لا يعطي رأيه بأي موضوع [خشية اللائمة! أو خوفاً من المسؤولية، أو لئلا يقع بخطأ…]؛ قال عنه زملاء العمل مرة أنه كالساعة السويسرية (فلما تساءل البعض.. هل هو دقيق بمواعيده؟؛ جاء الجواب الصاعق: لا..هو لا يقدم ولا يؤخر)!
غاب عن عمله مرة بسبب عارض صحي ألم به؛ ولما عاد لعمله…فوجئ بأن أحداً من زملاء العمل لم يشعر بغيابه.. ولو قيد أنملة!
تذكرت نصيحة أحد القدماء (“مسمار مصدي” كما يصفونه) لابنه في العمل ((يا بني: لا تبادر؛ لا تنطلق؛ لا تكن أول من يعطي الرأي في موضوع ما))؛ وكأن لسان حاله يقول” لاتكن شيئاً مذكوراً!
يحكى أن مديراً لمؤسسة ما استلم منصبه بتفاؤل؛ لكنه فوجئ بمغلف معنون إليه.. من المدير السابق؛ فتحه بأيد مرتجفة وقرأ نصائح للذي سيأتي بعدي:
١_إذا حصلت مشكلة ما: لا تحاول أن تعطي رأيك فيها؛ وانتظر آراء الآخرين؛ واتخذ صف الإجماع.
٢_ إذا اشتدت الأزمات حولك؛ تحجج بإعادة هيكلة الشركة!
٣_ إذا زادت الكوارث؛ أتصور صار الوقت سانحاً لتحضير مغلف فيه رسالة لخلفك!!
وبعد، فهل هنالك مجال للزيادة.؟
========
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
»»»»»
قناتنا على التلغرام: 👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار