” يـــــا ورق العيـــــد “

بقلم عبـــــد الخـــــالق قلعـــــه جي

 

على سطح المكتب لدي، الكثير من الايقونات والمجلدات المبعثرة، التي تزداد وتقترب من أن تملأ الشاشة يوماً بعد آخر.. أحاول جاهداً متابعة الأرشفة واعتماد مفاتيح مرجعية لذلك، فأمضي بها ثم تأخذني الأيام فأتوقف بغير إرادة لتبقى هذه المتابعة هاجساً يلح علّي.. أن أكمل ما به قد بدأت.

 

الإيجابي في الأمر، أني – رغم الفوضى – أختار تسمية هذه المحفوظات من ملفات ومجلدات بشكل يمكنني مع قليل عناء أو كثيره، من أن أعود إليها وقت الحاجة، مع حرصي على القيام بواجب زيارتها والتصفح، صلةً للرحم وحفاظاً على روحٍ من أن يُسقطها – تحت أي ظرف – تسفُّلُ المصلحة والأنانية.

 

بين هذه المجلدات بعضٌ مما يشبه المفكرة والمذكرة لما أريد أن أكتب عنه وفيه، وأضع لذلك عناوين أولية لأكون معها لاحقاً.. فأوفق في انجاز بعضها ويبقى الآخر وأنا.. على موعد وقيد انتظار.

 

المفكرة هذه تعود إلى أكثر من عام مع رحيل الفنان التشكيلي الكبير عبد الرحمن مؤقت فكان لابد من مادة بفنه وإبداعاته تليق.. في إطار التوثيق، المادة هذه تحتاج بعض مراجع، فكان أيضاً أن عدت إلى كتب الباحث والفنان التشكيلي طاهر بني، والذي هو الآخر لم نوفه ما يستحق في الكتابة عنه.

 

حائراً يتأرجح بك التفكير.. عن الأول تكتب أولاً أم عن الثاني.. أم عن أعلام هذي المدينة، الذين انضموا إليهم ولحقوا بهم وتركوا في القلب غصة ووجع ضمير.. أنهم استقلوا قطار الحياة السريع وأنّا عنهم تأخرنا.. ذات السيناريو يتكرر.. ننتظر الرحيل المرّ لكي ننتبه أحياناً إلى من يجب أن نقدم بعض حق لهم علينا وبعض وفاء.

 

ليس من باب التقريع وجلد الذات – التي هي الأخرى تعاني ما تعانيه و” اللي فيّا بيكفيّا ” – إنما هي الصورة تقول تفاصيل الحال.. حال سطح المكتب وصاحبه والمفكرة المذكرة التي تزداد عدد الصفحات فيها وتزداد عناوين معها مؤجلة ومقالات.. وأخرى بعد، لمّا تكتمل.

 

عدد غير قليل بين هذه وتلك مودوع.. بعضها عن أعلام في الماضي القريب رحلوا.. الأستاذ محمد قجة والدكتور نضال الصالح مثالاً وبعضها الآخر يتصل بالاجتماعي والخدمي وغيره، وعناوين تجيئك كما الهوى من غير ميعاد، تزيح ما أنت ماض فيه لتكون، وأخرى تصل إليها الرزنامة معلنة عن نفسها.. مناسبةً وعيداً واستحقاقاً لابد من أن تكون معها كما ينبغي وكما يليق.

ملامح الصعداء تتبدى، رغم ارتفاع درجات الحرارة ومتاهات الاحتباس والتصحر والغطاءات، ورغم لهيب الأسعار وحركة الأسواق قبيل الأضحى الذي نرجوه مباركاً.. ملامح من بعيد غير بعيد – أملاً وحسن ظن وقراءة – تقول إن قادمات من الأيام أجمل، آتية بإذن الله لاريب فيها.

 

أيام للعيد نأملها نوراً ومحبةً وسلاماً ونصـ ـراً لأهلنا في أرض السلام.. أرض الزيتون وأرض الأنبياء.. و” يا ورق العيد عم نكبر عم نكبر.. الطرقات البيوت عم تكبر عم تكبر.. تخلص الدني وما في غيرك يا وطني.. بتضلك طفل زغير”… أضحى مبارك.. كل عام وأنتم بألف خير.

 

 

.

========

 

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار