وعاد الهدهد يتبختر … وأصاب العدو في مقتل

بقلم || عبد الكريم عبيد

بينما كنا نتابع ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات والسوشيل ميديا من ترويج الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية لعبارة ” بانتظار ما سيعود به الهدهد” وما تلا هذا الأمر من ضخ إعلامي كبير اعتقدنا للوهلة الأولى أنهم يقصدون المبعوث الأمريكي هيكوستين الذي كان يزور بيروت ويلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين منهم رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حكومة تصريف الأعمال ومسؤولين آخرين وما حمَّلوه من رسائل حاسمة وجازمة بشأن المقاومة ونصرتها  وصمودها وجبهة اسنادها واستهدافها لمراكز استراتيجية في شمال فلسطين أدى إلى نزوح المستوطنين باتجاه مناطق أخرى أكثر أماناً تكون بعيدة عن مرمى صواريخ حزب الله وكأنهم يقولون للإسرائيلي المدني بالمدني  والعسكري بالعسكري والاستراتيجي بالاستراتيجي .

ورغم ذلك تم الاستطراد بالأفكار والتكهنات إلى أن عاد الهدهد ليحسم الشك باليقين ويضع النقاط على الحروف …..

وبعد طول انتظار عاد وكانت المفاجئة أنها طائرة استطلاع متطورة أسمتها المقاومة الهدهد والتي أخذت اسمها من هدهد سيدنا سليمان عليه السلام والذي أرسله إلى الملكة بلقيس في سبأ لمعرفة ما يحدث هناك وعاد الهدهد بأمان الله بعد أن أخترق عمق المستوطنات في الداخل الفلسطيني وعلى علو منخفض والتقط صوراً واضحة ودقيقة لمراكز استراتيجية في ميناء حيفا بقسميه المدني والعسكري ونقاط ذات امداد لوجستي بجواره بالإضافة إلى مقار القيادة والتحكم ومراكز التجميع وسواها .

عاد الهدهد إلى المكان الذي يجب أن يعود إليه محملاً  بصيد ثمين .

عاد وهو يتبختر بخيلاء محققاً نصراً استراتيجياً على العدو  الذي أدعى زوراً وبهتاناً أنه يمتلك منظومة عسكرية واستطلاع وأجهزة أمنية وخبرة تجسسيه تحتل مراتب متقدمة على مستوى المنطقة والعالم .

عجز الاحتلال ظهر  السابع من أكتوبر من عام 2023عندما اخترقت المقاومة مواقعه وتحصيناته وأدخلته في ذهول جراء التخطيط العالي والدقيق لانطلاقة طوفان الأقصى لدرجة أن قادته لم يستطيعوا قراءة المشهد وبشكل صحيح وهل هو حقيقة أم خيال ….؟

اليوم ذات النظرية تتأكد وتثبت الفشل الاستخباري والاستراتيجي والعسكري للعدو بالإضافة إلى الفشل البنيوي وعجزه على التعاطي مع النتائج التي خلفها طوفان الأقصى سواء من ناحية البناء المجتمعي لكيان الاحتلال وجنوده الذين يرفضون نتنياهو وحكومته ويتهمونهم  بالفشل ويحملونهم المسؤولية عن أي نتائج سيئة لا بل ويقول أن الحكومة الحالية تسير بكيان الاحتلال إلى نهاياته المحتومة وهو الزوال .

أضف إلى ذلك الفشل في استرجاع الأسرى لدى المقاومة وكذلك القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية ودفعها باتجاه ترك السلاح .

بالإضافة إلى رفض جنود الاحتلال العودة إلى الخدمة هذا ناهيك عن حالات الانهيار النفسي والعصبي التي تسيطر على نسبة كبيرة من جنود الاحتلال .

هذا ناهيك عن الهجرة لدى المستوطنين والعودة إلى البلدان التي قدموا منها وبالتالي هناك أرقام مرتفعة بهذا الشأن حسب التقارير الإحصائية الصادرة عن كيان الاحتلال .

اليوم عملية الهدهد زادت في الخلافات وأكدت الفشل الاستخباري وعمقت الجراح  وأدخلت قادة الاحتلال وكيانه في صدمة كبيرة جراء هذا الذي حدث في وضح النهار.  طائرة مسيرة تخترق الحدود مع فلسطين إلى العمق وفي علو منخفض وتلتقط صوراً وفيديوهات براحتها وتعود ادراجها محملة بأفلام وصور دقيقة أذهلت قادة الاحتلال  واستخباراته .

هذا بحد ذاته عمق مأزق الاحتلال وأظهر فشله في كل المجالات وأسقط هيبته وأظهره أوهن من بيت العنكبوت .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار