د . سعد بساطة
مر العيد كلمح البصر؛ وضمن طقوسه التقليدية: صلاة العيد؛ زيارة الأقارب والأصدقاء؛ وزيارة من رحلوا من العيلة.
لم أكن أرغب بالخوض في هكذا موضوع؛ لكن إصرار صديق مثقف طبيب أن أشرح بالتفصيل أوضاع مقابرنا المزري.
سمعت من حكيم قبل زمن مقولة لن أنساها” المرض معدي؛ والصحة.،لاتعدي”!.. فمقابرنا صارت نسخة مشوهة من شوارعنا وعشوائياتنا وأسواقنا؛ غش واوساخ وتحايل[ربما حتى لا يفتقد الميت ماعاش ضمنه في الحياة الدنيا]..
منظر تلك الجبانات يندى له الجبين، ولن أسترسل في وصفها فكلكم زار ..وتألم؛ وسكت على مضض!
المنظر التقليدي أناس يزورون عزيزاً في مقره الأخير؛ يحملون على الطريقة الحلبية “عرقاً أخضراً ” وكما يقولون تحبباً في الشام (( تشكل آسي))؛ ولكن لدى اجتياز أسوار المقبرة..تصفعنا الحقيقة المؤلمة!
عندما نقول: مقبرة… أول ما يتبادل لأذهاننا: هدوء..دفء..سكينة؛ مع احترام لقدسية الموت؛ وذكرى الأعزاء والأقرباء الذين رحلوا. ألا يجدر بنا أن نهيء لهم محطة ” تتسم بالاحترام والإجلال؛ فعندما يذكر اسم احدهم تطفر الدموع من العيون؛ وتتزاحم ذكريات كادت أن تنسى؛ ولكن..الحلم شيء والواقع في كوكب آخر بعيد..
في حاضرنا..مقبرة: يعني تراكم القمامة؛ الازدحام؛ الطرق غير الممهدة:؛الروائح الكريهة؛ تراكض المتسولين والنصابين وتزاحم الحشرات!
سبحان الله؛ أهكذا نكرم موتانا؟!…
نتحدث عن ديننا: يحض على التفكير وإعمال العقول؛ وغالبية من حولنا يرزحون بالجهالة.
نتحدث عن تعليمات رسولنا: يدعو للضوء والغسل والنظافة؛ وأغلب من نعاشر تقطر القذارة منهم!
نعود ونتشدق بالسماحة؛ وعند اختلاف أحدنا مع آخر بالرأي؛ لايترك ( أماً أو أختاً ) إلا رماها بأقذع النعووووت!
هل كتب علينا أن نعيش في شيزوفرينا خالصة؛ نقول شيئا” ونقصد غيره؛ ونتصرف عكسه؟
وصف أحدهم زار ميتاً يخصه في بلاد الإفرنجة فقال(( مقابرهم بتشهي الموت)).
أما في بلادنا فكل شيء متاح ومباح: حتى تدنيس حرمة القبور!
في قصص الرعب يقولون أن الأشباح تسكن المقابر؛ وأنا أقولها بثقة:” حتى الأشباح تعاف مقابرنا ” لما فيها من قذارات ونتن.
أختم بقولي: طيب الله ثرى من رحلوا؛ وكلي عشم أن تقوم السلطات المختصة بتصحيح الإعوجاج وبتر الفاسد في هذا المرفق الهام؛ فاستمرار الحال بالتدهور شيء أقل مايوصف بأنه مخجل؛ ولا إيه؟!
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t
»»»»»
قناتنا على التلغرام: