الزراعة المائية.. الحل الأمثل لتنمية زراعية مستدامة

د فاطمة مصطفى عبد الرحمن

الزراعة المائية هي طريقة زراعية تعتمد على استخدام موارد الماء بكفاءة عالية في عملية زراعة النباتات، تحتاج الزراعة المائية إلى كمية أقل من الماء بالمقارنة مع الزراعة التقليدية،  حيث يتم توفير الماء بكميات محددة وفقاً لاحتياجات النباتات، هذه التقنية الزراعية تساعد في زيادة الإنتاجية وتوفير المياه وتقليل التلوث البيئي، و تحسين كفاءة استخدام الماء.

كما قد تتطلب استثمارًا أولياً كبيرًا ومعرفة فنية متخصصة،  ولكنها تعتبر استثمارًا مستداماً للمستقبل وتلبية احتياجات الزراعة في ظل انخفاض توافر المياه في المناطق.

كما تعد  خيارًا مهماً في المناطق التي تعاني من عدم توافر التربة المناسبة للزراعة بسبب وجود ملوحة عالية في التربة أو فقرها أو خروجها عن الاستثمار الزراعي في ظل ارتفاع الكثافة السكنية.

أهمية الزراعة المائية:

تعتبر الزراعة المائية مهمة للغاية للعديد من الأسباب بما في ذلك:

١-  توفير الموارد المائية:  تساعد الزراعة المائية على توفير الماء بشكل أفضل وفعالية أكبر، يمكن استخدام أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والري بالرش لتوفير كميات محددة من الماء للنباتات دون إهداره.

٢-  زيادة الإنتاجية: يعزز الري المائي نمو النبات وحجم المحاصيل،  يمكن توفير الرطوبة المطلوبة للنباتات على مدار السنة،  مما يتيح لها النمو بصورة مستمرة وتحقيق إنتاجية أعلى.

٣-  تحسين جودة المحاصيل:  يعمل الري المائي على توفير التغذية المائية المتساوية للنباتات،  مما يحسن جودة وخصائص المحاصيل، قد تتميز المحاصيل المنتجة بحجم أكبر ونكهة محسنة.

٤- تقليل تلوث المياه والبيئة: عند استخدام الري المائي المحكوم ، يمكن تقليل فقد المياه بسبب التبخر وتجنب انجراف المياه وتسربها إلى الجوف المائي،  يساهم ذلك في تقليل تلوث المياه والحفاظ على جودة المسطحات المائية.

٥- الزراعة في مناطق ذات موارد مائية محدودة:  قد يكون التوافر المائي محدودًا في بعض المناطق، والزراعة المائية تسمح باستخدام الموارد المائية المحدودة بكفاءة أكبر وتعزز الزراعة في هذه المناطق.

هناك عدة طرق لتطبيق بالزراعة المائية :

الزراعة بالتربة المائية (Hydroponic) ، تتم زراعة النباتات في تربة خفيفة أو وسط غير تربوي معزز بالمغذيات اللازمة لنمو النباتات،  يتم توفير الماء والمغذيات بنظام الري المستمر.

 الزراعة في الصوب الزجاجية(Greenhouse) تستخدم الصوب الزجاجية لتوفير بيئة يمكن التحكم بها ومناسبة لنمو النباتات. يتم التحكم في رطوبة الهواء ودرجة الحرارة والإضاءة ويستخدم الري المائي الدقيق.

 الزراعة في الأنظمة المغلقة(Aquaponic  تجمع بين زراعة النباتات وتربية الأسماك في نظام متكامل،  تعتمد الماء الذي يحتوي على فضلات الأسماك كمصدر للمواد المغذية، وبالمقابل يتم تنقية الماء من قبل النباتات.

هناك بعض المحاصيل التي تكون مناسبة وشائعة للزراعة المائية نظرًا لتكييفها مع هذه النظم، ومنها:

1-     الخس والخضروات الورقية:  يعد الخس والكرنب والسبانخ والبقلة والبازيلاء الورقية من المحاصيل المفضلة للزراعة المائية،  يمكن زراعتها في نظم النمو المائي مثل النظام النافع أو النظام الهيدروبونيكي.

٢-  البندورة:  تعتبر من المحاصيل التجارية الشائعة التي يمكن زراعتها في الزراعة المائية،  يمكن استخدام أنظمة النمو المائي العائمة أو النظام الهيدروبونيكي لزراعة البندورة.

٣- الفليفلة الحارة والحلوة: تعتبر من المحاصيل المعتادة في الزراعة المائية. يمكن زراعتها في الأنظمة المائية المختلفة مثل الهيدروبونيكس أو النظام المستمر للنمو المائي.

٤- الخيار واليقطين والباذنجان: تعتبر هذه المحاصيل منتجات شائعة للزراعة المائية. يمكن زراعتها في أنظمة النمو المائي مثل الهيدروبونيكس أو النظام العائم.

٥- الفريز:  تعد من المحاصيل السهلة التي يمكن زراعتها في الزراعة المائية بشرط توفير الرطوبة الجيدة والتهوية في البيئة. يمكن زراعتها في النظام الهيدروبونيكي مثل الأنابيب التي تنتج الفراولة بوقت أطول.

هذه مجرد بعض الأمثلة على المحاصيل التي يمكن زراعتها بشكل جيد في الزراعة المائية،  يجب مراعاة عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة ومواصفات النظام المائي واحتياجات النباتات لتحقيق أفضل النتائج.

ـــــــــــــــــ

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار