د. سعد بساطة
للميدان وقفات عديدة في حياتنا؛ فكلنا على الإطلاق، ننتظر في المطار، مسامحة موظف الوزن عن الغرامة؛ عندما نعود للبلد (وحقائبنا حبلى! وكلنا ننتظر أن يقوم الخضري بوزن طلباتنا اليومية من خضر وفواكه.
باختصار. الميزان أضحى همنا الأساسي [لاسيما السيدات] حين يصعدن إليه بوجل بانتظار أن تنخفض اوزانهن!
والكيلوغرام قديم عمره منذ عام 1889، وتعريفه بأنه كتلة من البلاتينيوم-إريديوم محفوظة في وعاء زجاجي خاص وتعرف بالنموذج الأساسي الدولي للكيلوجرام. وهذه الكتلة محفوظة في مقر المكتب الدولي للأوزان والمقاييس الموجودة على مشارف العاصمة الفرنسية باريس.
ولا ننسى: شعار قصر العدل والمحاكم هو الميزان، وأهمية الوزن في حياتنا اليومية فقد ورد ذكره ثلاث مرات ببداية سورة الرحمن..
وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ (9).
وهنا لابد أن نتذكر ميزان التبادل التجاري بين دولتين.. هل هو لصالح الأولى أم الثانية؟
ختاماً أورد هذه الحكاية عن تجربة مؤلمة يقصها يافع عما مر به : ..
خالتي الحجة أوصتني على عشرة كغ رز طويل مستورد كان يباع ب11000 اشتريت لها كيسين كل كيس خمسة كيلو عندما دخلت البيت وجدت عندها ميزان إلكتروني ومن باب الفضول طلبت منها ان تضعهم على الميزان المفاجأة ان العشرة كغ اصبحت تسعة فقلت لخالتي الوزن صحيح [دفعت من جيبي ثمن كغ حتى لا تقول خالتي :-ابن اختي شاب عمره كبير ورايح يتخرج والباعة بتضحك عليه-
بعدها بأيام نزلت الى سوق باب جنين اترصد ان اشتري كغ ثوم بس (حتى بعد كم شهر ما اشتري الثوم في السن من الصيدلية)!
بعد سؤال ولف في الأسواق كانت الاسعار تتراوح بين 75000ل و45000ل وجدت عند بسطة ثوم أعجبني ب50000ل ولكن شككت بالوزن! حتى اقطع الشك في اليقين مررت ببسطة خضار مجرد ما شاهدني احاول وضع الكيس على الميزان صاح:
-حجي شيل كيسك. ميزاني بس لخضرتي
وهكذا عدة باعة على هذا المنوال حتى وجدت بسطة لبائع ولد بشوش تفاءلت به قمت سلمت عليه وعندما حاولت أن اضع الكيس انقلبت خلقته وصاح :
-عمي الحجي شيل كيسك لا تعملنا مشاكل ..!
-ولك ابن اخوي فين المشكلة اذا وزنت لي الكيس؟!
عندها حضر والده ومن نظرة عرف ما يحدث التفت الي:
-يا حاج يستر على حريمك من يومين وزنت لحرمة كيس خضار بعد قليل هجم علي عشرين بائع خربوا البسطة وكسروا الميزان ابوس ايدك اتركني.
تأملت حكاية الرجل وانا اضرب كفاً بكف متعجباً من الحال الذي وصلنا اليه عندما اللص يسرقك في وضح النهار ولا أحد يحاسبه؟!
ـــــــــــــــــ
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
»»»»»
قناتنا على التلغرام: