الجماهير || عتاب ضويحي
نظمت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بالتعاون مع مديرية الثقافة والأمانة السورية للتنمية محاضرة بعنوان “الوردة الشامية في الطب والتراث” بمشاركة الدكتور شادي خطيب، الدكتورة علا مصطفى و الدكتور هشام قاسم، في منارة حلب القديمة أمس.
بداية تناول الدكتور خطيب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي والتجانسي والتغذية الحديث عن الاستخدامات الصيدلانية للوردة الشامية ومستحضراتها ومنتجاتها وإمكانية استثمارها، وتطوير منتجاتها طبياً واقتصادياً، وسلط الضوء على التجارب الطبية والعلاجية التي قامت بها الجمعية، وإدخال تقانة النانو لتصنيع مستحضرات صيدلانية للعناية بالبشرة والكولاجين، ومضادات الأكسدة، وأخرى لتخفيف أعراض أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة، إضافة لتجارب قيد البحث لإنتاج علاجات طبية لتخفيف السعال والتهاب الطرق التنفسية العليا ولاسيما عند المدخنين جميعها من الوردة الشامية سواء من ماء الورد أو مستخلصاته، ولفت الخطيب إلى حصول الجمعية على 6 براءات اختراع لمنتجات مكونها الأساسي الوردة الشامية، آخرها محلول مضمضمة فموية ومعجون أسنان حصدت عليه الجمعية على جوائز عالمية، وسيطرح بالأسواق قريباً.
وفي سياق متصل تحدث الدكتور قاسم مدير عام مختبرات قاسم للتقانات الحيوية الكيمائية عن التطبيقات الاقتصادية للوردة الشامية سواء في الصناعات الغذائية، الدوائية، التجميلية والعطور، وتطبيق الوردة الشامية في الصناعات الدوائية بالجانبين التجميلي والدوائي وقدراتها الاستشفائية والعلاجية، والفرق بين خلاصاتها العلاجية بالمستحضرات الدوائية كسواغ أو مادة فعالة، وملائمتها لجميع أنواع البشرة، وعرج المحاضر على ألوان الوردة الشامية الأربع “البيج والروز والأخضر الفاتح، والوردي” واعتبارها نظام مستقل في عالم تصميم الإكساء الداخلي، واعتمادها في مراكز الاستشفاء بالعلاج الذاتي لدورها في منح شعور بالراحة النفسية.
وبدورها أشارت الدكتورة علا مصطفى رئيس قسم الأدوية والسموم في كلية الصيدلة بجامعة البعث الى أن الوردة الشامية تحتوي مركبات فعالة ممكن أن تكون علاجات واعدة للكثير من الأمراض، نظراً لفعاليتها البيولوجية الكبيرة كمضاد اكسدة، التهابي، حرثومي وفيروسي، ما يفسر فعاليتها في معالجة الكثير من الأمراض كالسكري والروماتيزم، ولفتت المحاضرة إلى فعاليتها العالية في علاج مرض السرطان، وهناك العديد من الدراسات الحديثة قيد البحث والتجريب، تبشر بولادة واعدة لاستطباب جديد بالورد الشامية لعلاج مرض السرطان، مشيرة إلى أن الجرعات البسيطة بتراكيز محددة من الوردة الشامية سواء شراب أو ماء آمنة وفعالة.
وتخلل المحاضرة عرض فيلم” عن الوردة الشامية حول زراعتها ونشأتها وانتقالها من سورية للعالم عبر العصور وفوائدها حمل عنوان” عطر الروح “من إعداد عبد القادر بدور رئيس الجمعية، وأوضح في لقاء مع الجماهير أن الوردة أدرجت ضمن قائمة التراث اللامادي، أردنا تسليط الضوء على الجانب الطبي والعلمي بالتوازي مع جمال الوردة الشامية ورائحتها، لافتاً إلى تجارب زراعة الوردة الشامية في دول أخرى هي وردة مستنسخة، لا تتمتع بالخصائص الكيمائية، التركيبة والنتائج التي تتمتع بها وردتنا الشامية.
وأشار جابر الساجور مدير الثقافة الى حرص المديرية على التعاون مع الجمعيات والمؤسسات في تسليط الضوء على أهمية الوردة الشامية الطبية والعلاجية والتجميلية، الى جانب دورها الاقتصادي، والسعي الدائم للحفاظ على تراث لامادي أهدته سورية للعالم، كرمز للجمال والعلاج.