د. سعد بساطة
اسم بينوكيو مرتبط في أذهاننا بأسطورة عن دمية خشبية على شكل ولد؛ صنعها نجار إيطالي اسمه جابيتو في إحدى بلدات مقاطعة توسكاني بنهايات القرن [١٩]؛ وبعدها في لمحة تمنى من الخالق أن يرزقه بولد؛ ولما أراد أن يغذي موقدته بالحطب ويرمي الدمية بالنار، بث الله فيها الحياة؛ فأصبحت طفلا” شقيا” شديد المشاغبة، لكن له ميزة غريبة، كلما كذب طال أنفه!
وهذا درس أخلاقي للأطفال بالامتناع عن الكذب؛ فسوف ينكشف أمر الكاذب..
وبعدها مع فيلم ديزني عن الحكاية أضحى اسم ‘بينوكيو’ رديفا” للكذب..
فصرنا في تورية نقول عن فلان أنه بينوكيو كناية” عن كذبه؛ أو نصفه بأن أنفه قد طال!
واسم بينوكيو مشتق من ” خشب الباين_ الصنوبر” في اللغة التوسكانية القديمة.
الحكاية تقليدية قديمة قبل مائة عام وتلقفتها دور السينما بعدما شهرها والت ديزني في استوديوهات هوليوود.
.
لعل الكذب هو إحدى الصفات الإنسانية الذميمة والمتكررة؛ وتفنن البعض في تبريرها: فهناك ” كذب أبيض” و أسود ومابينهمااا…
لوحظ من الإحصائيات أن الإنسان العادي بكذب حوالي ٧١ كذبة يومياً، من قبيل أن توقظه في الصباح الباكر بمكالمة هاتفية وتسأله _ وقد كان يغط في نوم عميق_:” آسف.. هل أيقظتك”؟!؛ فيجيب عفو الخاطر وبدون تفكير: لا لقد كنت مستيقظا”!
وكذبة الطفل التقليدية لدى سؤاله من أكل الشوكولا بجوابه الدفاعي” ليس أنا”!
وهنالك كذبات مؤذية لدى اتهام موظف باختلاس الاموال من صندوق الشركة..الخ..
هنالك في بداية نيسان من كل عام ما يسمى بكذبة نيسان؛ وفيها يتداول كثيرون ضروباً شتى من الكذب البريء بقصد المزاح؛ ويقول كاتب فرنسي بالتعليق على ذلك؛ أن الدولة تقوم بالكذب على رعاياها طوال العام!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه لسؤال؛ هل المؤمن يسرق يا رسول الله؟ أجاب: المؤمن يسرق؛ وعندما سئل هل المؤمن يزني أجاب: المؤمن يزني؛ أما عند سؤاله هل المؤمن يكذب؛ رد بشكل” قاطع” المؤمن لا يكذب”!
بمعرض الحديث عن الكذب قال تشرشل ذات يوم:
الكذب ثلاث أنواع: الكذب الأبيض البريء؛ والكذب اللئيم؛ …والإحصائيات!
ـــــــــــــــــ
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/
»»»»»
قناتنا على التلغرام:
https://t.me/jamaheer