وعد البحري: اسمهان كانت ومازالت معلمتي الأولى منها تعلمت واستلهمت الكثير من جمالية الفن وعبقه

زُهيدة هورو

من اسمها كان للفن نصيب، هي وعد وكانت الوعد لتكمل رسالة الفن الراقي بصوتها الذي وصف بالاستثنائي والذي لا  يؤدي  إلا كل ما هو ذات معنى موسيقي فربد حيث حمل بطياته عبق الجمال لتترجمه فنا حقيقيا وهادفا.

ولمجرد ان نسمع الآه الأولى من ذاك الصوت لنشد الأحزمة و نسافر معه ومن دون استئذان لزمن الفن الجميل  لينقلنا بحكايا ما يؤديه من كلمات وألحان عذبة  من حقبة زمنية وأخرى لينتهي المطاف بنا بكلمة الله على ما سمعناه من جمالية أداء لافت و مبهر.

هي المغنية السورية وعد البحري وحوارٍ معها نطوف من خلاله على جوانب موسيقية وفنية عدة من مشوارها الفني الحافل بالنجاحات المميزة.

بوابة الروح

عن عالم الموسيقا  وأثرها الروحي والحسي في حياة وعد البحري  بهذا السؤال بدأنا حوارنا معها

لتقول الموسيقا هي بوابة الروح والإحساس لكل البشرية بل للكون أجمع متابعة وصف الحالة بأنها تهرب من واقع  الحياة وكل مافيها  لعالمها الموسيقي الخاص بها لتشجع ذاتها وتمتعها بالموسيقا بما فيها من تأثيرات روحية وحسية لا حدود لهما، كما أنها تشجع كل ما حولها للاستمتاع بنتاج موروثنا الموسيقي العربي وما فيه من جمالية جمل موسيقية آلية منها وغنائية والتي خلقت من نوتات ترجمها مبدعو الموسيقا العربية لتحاكي الروح والنفس  مؤكدة أهميتها كونها الطريقة السريعة والفعالة لتوصيل الرسائل الروحية والحسية المرجوة منها، متمنية  أن تستخدم بشكل صحيح وصورة  إيجابية  تقدم كل ماهو راقٍ وحضاري من فن خاصة للأجيال القادمة.

رحلة احتراف

الغناء وعن رحلتها نحو الاحتراف سألنا البحري

ليأتي ردها بأنها لم تحترف الفن بعد بالشكل الذي تتمناه، موضحة أنها ترى نفسها ببداية المشوار الفني بالرغم مما بذلته من جهد في الحافظ على كل ماتقدمه من فن ليكون بصمة خاصة بها تعشقها بكل ماتملك من أحاسيس ومشاعر بقلبها وروحها اللذين ينبضان هياما وشغفا بالفن كما وصفت لنا،

مبينة حتى لا يضيع ذاك العشق والشغف الفني وسط زحمة المنافسة الفنية الصاخبة ودمجه كبزنس فقط  لذا اختارت أن يكون فنها بمثابة الهوية لتعتز بها والشغل الشاغل في حياتها ، وفيما يتعلق ببداياتها أعربت البحري عن أنها تفتخر بكل ما أدته من أعمال فنية عدة ومنوعة لتذكر بذلك أغنية (تجربة)  حيث بقيت الأكثر رواجاً واستماعاً لفترة طويلة عند طرحها، هذا بجانب أغنيات أخرى لاقت النجاح المعتاد ضمن ألبومات  (أغير حياتي) (فرحتي بيك) مؤكدة مازالت ببداياتها وبأن الرحلة الفنية طويلة وبانتظارها الكثير.

مسرح

وعن هذا المكان الحضاري تشير البحري إلى أن المسرح  هو فقط المكان الحقيقي لاختبار الأصوات والقدرات الفنية بشتى أشكالها، و لا أحد يستطيع تحريف أو إخفاء المواهب الحقيقية على المسرح وحتى من أنصاف المواهب، كل ذلك  ينكشف لمجرد الوقوف على خشبة المسرح ، مؤكدة على مايملكه من هيبة ورونق خاص به يختلف عن كل المنابر الفنية الأخرى  وهذه الهيبة لا يجتازها بنجاح إلا ندرة من الأصوات التي تمتلك القوة بالصوت والحضور اللافت و المميز من شخصيات خاصة تملك الموهبة الفنية الحقيقية.

أسمهان

أسمهان مسلسل درامي حمل بصمة مميزة بصوت وتوقيع  وعد البحري، وعن ملامح تلك التجربة المميزة حدثتنا قائلة:

أسمهان كانت ومازالت بمثابة معلمتي الأولى بعالم الفن منذ نعومة أظافري منها تعلمت واستلهمت الكثير من جمالية الفن وعبقه.

متابعة فيما يخص غنائها ضمن  مسلسل أسمهان بأنه كان نابعاً من حبها لأسمهان ولعظمة صوتها ولبراعة أدائها الساحر مؤكدة بأنها تتلمذت على صوتها وصوت الفنان العظيم (فريد الأطرش) ، مشيرة إلى أن أسمهان هي خلاصة لإبداع موسيقيي  زمانها من كتاب وشعراء الكلمة وأيضا ملحنين، حيث كان كل هذا قد حملها  مسؤولية كبيرة في أدائها لأغاني أسمهان في المسلسل الذي حمل اسمها مبينة أن بعض النقاد المختصين بالفن وضعوها فيما أسموه  ( بالمرتبة الخاصة) بسبب ماحصده المسلسل من نجاح مشهود به عربيا مؤكدة تمنيها أن تكون دائماً عند حسن ظن الجمهور السوري والعربي بكل ما تؤديه من أعمال فنية.

الأغنية السورية

وعنها تقول البحري بأنها جميلة بقالبها الفني الثابت ومقاماتها الموسيقية المنوعة إلى جانب إيقاعاتها الخلابة والمميزة كما تمتاز بالجمالية المطلقة خاصة ماقدم من فن وفي حقب زمنية مختلفة حيث مازال يتلقاه الجمهور إلى يومنا هذا ويردده بمحبة ومتعة روحية لاتوصف، موضحة حتى لو غاب الإنتاج الفني قليلاً لكن تبقى الأغنية السورية شامخة وعريقة بكل ما تحمله من معانٍ سامية وقد وصلت للعالمية بمافيها من قدود وموشحات كونها تعبر عن رقي وذوق الجمهور السوري ولأنها جزء من ثقافتنا العريقة التي نعتز بها لما تحمله من إبداعات مشهود بها  لأسلاف الفن السوري العريق، لافتة إلى دور المنتجين والمهتمين بشؤون الأغنية السورية بدعم و تعزيز حضور الأصوات السورية المميزة بما فيها الشابة للوصول بها إلى ما تستحقه من مكانة فنية مرموقة.

ختام الكلام

وفي ختام حوارنا مع البحري حدثتنا عن تحضيراتها الغنائية القادمة بأن هناك عدة  أعمال غنائية قيد التحضير منها ماهو باللهجتين الخليجية والمصرية، كما تعمل على فكرة تصوير  فيديو كليب لأحد اغنياتها  متمنية أن تنال رضا وقبول الجمهور السوري والعربي ككل وبأن تحدث نقلة فنية جديدة  في عالم الفن العربي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار