لين عويرة.. عنوان التفوق لذوي الهمم

الجماهير || رفعت الشبلي
تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً نتائج التعليم الأساسي لهذا العام، لتعلن عن أسماء تلاميذ مميزين استطاعوا تحدي الصعاب وظروف الحياة القاسية، حيث تتصدر قائمة المتفوقين أسماء تلمس القلب وتلهم النفوس. اليوم، يأخذنا الحديث إلى قصة معجزة حقيقية تجسد التفوق والتميز في أبهى صورة، ألا وهي قصة لين عويرة، التلميذة المجدة التي تجاوزت حدود الإعاقة.
لين، التي فقدت بصرها منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، لم تجعل من فقدانها للنور عائقًا أمام تحقيق أحلامها، بل تحولت إلى نموذج يحتذى به. فقد انتقلت لين إلى مرحلة جديدة من حياتها، وشاءت الأقدار أن تكون في الصف السابع في مدرسة حسن الخراط، حيث كانت تواجه تحديات كبيرة لكن بإرادة قوية وعزيمة لا تلين.
على الرغم من الصعوبات، أبدعت لين ونجحت في التفوق على زملائها في الصف السابع، ثم تلتها قفزة جديدة في الصف الثامن بتفوق فائق، فتحصلت على شهادات التكريم من وزارة التربية ومديرية تربية حلب. لذلك، قررت لين الانتقال إلى معهد خاص لمضاعفة الجهود، حيث أظهرت إصراراً لا يضاهى على النجاح.
تقول لين: “استطعت أن أحقق مجموعاً قدره 288 علامة إلا جزء من العلامة، وذلك بفضل اهتمام معلميني ودعم والدتي.” وعلى الرغم من تفاؤلها، شعرت بالإحباط بسبب النتائج التي لم تكن كما توقعت، إذ عزت ذلك للظروف اللوجستية التي واجهتها.
ولم يكن هناك وقت للكسل. في الأيام الأولى من العام الدراسي، كانت لين تدرس ما يقارب الثلاث ساعات يوميًا مع والدتها، التي أصبحت معلمتها الأولى، ترافقها في تعلم الدروس. وعند اقتراب الامتحانات، زادت ساعات الدراسة لتصل إلى ست ساعات يومياً.
استفادت لين بشكل رائع من التكنولوجيا، حيث استخدمت اليوتيوب لتطوير مهاراتها والتفاعل مع محتوى الدروس. بالإضافة إلى ذلك، قامت بحفظ القرآن الكريم، وتمكنت من حفظ أربعة عشر جزءًا، مما يبرز انضباطها وشغفها بالتعلم.
تعيش لين تحت رعاية والدتها المربية المعروفة، المعلمة ميسون سماني، التي تفهمت تمامًا أهمية الدعم النفسي والتعليم المتواصل. تقول السيدة ميسون: “كنت أرافق لين يوميًا إلى المدرسة والمعهد، وأشرح لها الدروس حتى تحفظها، فقد كان لديها فهم جيد من المرة الأولى.”
لين ليست مجرد تلميذة عادية، بل هي فتاة تتحدى كل الصعوبات. إذ بدأت تتعلم الرياضيات والهندسة بفضل روح التعاون من معلماتها، حيث كانت معلمة الرياضيات ترسم الأشكال الهندسية على كفها، مما ساعد لين على فهم المفاهيم بشكل أفضل.
في ختام قصتها، تأمل لين أن تحقق الدرجات التي تطمح إليها في حلمها الأكاديمي. قصة لين عويرة تذكرنا جميعًا بأن العزيمة والإصرار يمكن أن يتغلبا على أي عائق، وأن الإرادة الإنسانية ليست لها حدود. هي بذلك تحمل رسالة تحفز الجميع: “لا حواجز أمام الطموح”.
 ـــــــــــــــــ
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
»»»»»
قناتنا على التلغرام: 👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار