د.سعد بساطة
يربط العامة امور الحياة المختلفة بأشياء أخرى، مثل الجماد والحيوانات والخضر والفواكه؛ ولكن يبدو أن للبطيخ حظ كبير في ذلك!
يحكى: ان شاباً تغرب بغية اللحاق بقطار الرزق؛ وترك وراءه محبوبته في قريته الصغيرة؛ وكان كل ليلة ينقش اسمها _ من شدة الشوق_ على البطيخة التي يبرد بها شوقه، وعاد صاحبنا لضيعته بعد سنوات والغرام يملؤه… ولكنه فوجئ بأن الحبيبة قد نسيته؛ تزوجت؛ وخلفت عر عرير صبيان وبنات؛ ومن شدة ألمه نطق الجملة الشهيرة ” بلا حب بلا بطيخ”¡¡!
وعندما يرفض أحدنا موضوعاً ما جملة ” وتفصيلا” يقول عنه ‘ بطيخ مبسمر’…
روى لي صديق يزور البلد بعد غربة سنوات في ألمانيا أنه كان وأصحابه يدقون على البطيخة للتأكد من نضجها/ حلاوتها؛ فسألته باستغراب سيدة ألمانية في سوق الخضار عن سر ذلك .،شرح لها السبب؛ فكلفته بانتقاء بطيخة لها؛ في اليوم التالي شكرته على اختياره فقد كانت البطيخة ممتازة؛ وهنا أضافت_وهذا كلام يحز في للنفوس _ : ‘ لماذا لا تقوموا بالدق على رؤوس السياسيين لديكم.. قبل تمكينهم من المناصب؟!’…
وأنا بدوري _ دونما اقتناع _ أقوم بالدق على البطيخ قبل شرائه؛ ويبدو أن هذه الحركة أعجبت حفيدتي’ ليان’ فهي تقلدها في كل مناسبة..بل وتفتح أحاديث شتى مع البطيخ في السوبرماركت!
للبطيخ أسماء مختلفة في بلادنا؛ بحلب: الجبس؛ في العراق: رقي؛ في المغرب دلاح وفي السعودية جح!
يعتبر المرطب الأشهر والذي يخفف من حدة الحر وشدة القيظ في شهور الصيف،
نأتي للإحصائيات: تأتي الجزائر الأولى بانتاج البطيخ (أو الحبحب..كما يسمونه) في العالم العربي، بمعدل ٢،٣ مليون طن سنوياً!
أما أكثر دول العالم تصديراً له فهي:
[اسبانيا، المغرب؛ المكسيك؛ ايطاليا؛ اميركا؛ هولندا؛ اليونان؛ فرنسا؛ الصين ثم البرازيل]. وتتراوح قيمة التصدير من ٥٠٠ مليون دولار( اسبانيا) انتهاءً بالبرازيل ٥٩ مليون دولار!
تعلمون أن اليابان طورت جينياً بطيخاً (مكعب الشكل) لسهولة التوضيب والشحن!
أخيرا” أقول للقارئ الكريم: عندما تشتد النوائب على شخص في مصر؛ يقول له صديقه مهدئاً : ‘حط في بطنك بطيخة صيفي’؛ وأنا بدوري أدعوكم لفعل ذلك.