الجماهير || أنطوان بصمه جي
في أمسية ثقافية فنية، جمعت بين أصالة التراث وعراقة التاريخ، احتفت مدينة حلب بتراثها الموسيقي الغني، وذلك من خلال ندوة ثقافية بعنوان “الموشح بين حلب والأندلس”، نظمتها مديرية الثقافة والأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، في منارة حلب القديمة بشارع السجن القديم.
تناولت الندوة التي أدارها عبد القادر بدور رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون جوانب عدة تتعلق بالموشح الأندلسي، وتأثيره على الموسيقى العربية، وخاصة في مدينة حلب التي عُرفت بتاريخها الغني في هذا المجال. وقد ألقى المشاركون الفنان عبد الحليم حريري وأحمد خيري وأحمد خياطة الضوء على أوجه الشبه والاختلاف بين الموشح الأندلسي والموشح الحلبي، وأهمية الحفاظ على هذا التراث الغني ونقله للأجيال القادمة.
وأوضح عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب ومدير معهد صباح فخري للموسيقى أن الندوة ستتمحور حول الموشح وهو من أهم الأنماط الغنائية الوافدة إلى مدينة حلب مؤكداً وجود خلاف بين الموشح الأندلسي والحلبي من حيث البنية حيث أن الموشح الحلبي تأثر بالنغمات الشرقية البحتة ويختلف عن الأندلسي باللحن والشكل.
وأضاف الفنان حريري أن الأمسية الثقافية الموسيقية تكتسب أهمية خاصة في ظل الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي السوري، وتعزيز الهوية الوطنية.
المطرب أحمد خيري أوضح أن الموشح ولد في العراق ثم وصل للأندلس، مبيناً أن الموضوع الأساسي من الندوة بحث في الموشح وكيفية انتقال الموشح من الأندلس إلى حلب، وماذا أضاف له الحلبيون مثل كلمة “يا ليل” بدلاً من كلمة ” أمان” وتقديم المعلومات للأجيال القادمة للاستفادة منها مع تقديم بعض الأمثلة الموسيقية، مؤكداً أن الأمسية الثقافية تثبت أن مدينة حلب مدينة العطاء، فهي تحتفي بتراثها وتاريخها، وتفتح ذراعيها للجميع للاحتفال معها.
عضو نقابة الفنانين ومدرب كورال حلب الوطني أحمد خياطة سلط الضوء على الفروق الجوهرية بين الموشح الحلبي والأندلسي ومن عمل فيهما من شخصيات مشهورة، مبيناً أنه فن مستحدث لأنه فن شعري يختلف عن ضروب الشعر العربي بإدخاله لبعض الكلمات الأعجمية واختلاف الخرجة، كما أنها تساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين حلب والأندلس، وتسليط الضوء على الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع بينهما.
أثارت الأمسية تفاعلاً لدى الحضور، الذين عبروا عن إعجابهم بالمستوى الثقافي والفني الذي قدمته مطربة التراث رولا، وأشادوا بجهود المنظمين في إحياء هذا التراث العريق.