بقلم || عبد الكريم عبيد
المشهد العام في المنطقة والعالم لا يحتاج إلى كثير من العناء والجهد في التفكير والتحليل وتقاطع الأحداث ليستنتج الواحد منا أن المنطقة تتدحرج إلى مزيد من التوتر والدماء في ظل سعي نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى ارتكاب المزيد من الإجرام وسفك الدماء في فلسطين التي يقود أبطالها طوفان الأقصى بكل شجاعة ومقدرة على فرض كلمتهم في الميدان وكذلك في جنوب لبنان إلى العدوان على سورية وإيران في محاولة منه الهروب إلى الأمام بخلط الأوراق وإطالة أمد الحرب وإشعال المزيد من الحروب والتوتر في المنطقة لكسب تعاطف شعوب العالم على أنهم أي الصهاينة “حمل وديع وهم مستضعفون” ويتم التجييش ضدهم والاعتداء عليهم من أكثر من جهة وأكثر من دولة .
في حين أن العالم بات يدرك تماماً الصلف والإجرام الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة والعالم وتحديداً في غزة والضفة وباقي الأرض الفلسطينية التي حولها المقاومون ناراً تحت أقدام المحتل.
ما يقارب العام والشعب الفلسطيني يتعرض للإجرام والقتل والإرهاب وارتكاب أبشع المجازر بحقه حيث أنه لم تشهد البشرية له مثيل على مر التاريخ.
عام تقريباً والملحمة الفلسطينية مستمرة في صمودها, والجزار الصهيوني … يقتل, يرهب, يسفك الدماء, يعتقل الأحرار, يعتدي على الأطفال والنساء والشيوخ, ينتهك الحرمات … يهدم دور العبادة من كنائس وجوامع ويحاول اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى ويهدم المشافي والمؤسسات والبيوت والمنشآت والمرافق الخدمية ويدفع بالفلسطينيين إلى الهجرة في عمق الصحارى حيث الخيم التي لا تقي من حرارة الصيف أو برد الشتاء ورغم ذلك المقاومون الأحرار مستمرون.
الإسرائيلي جرّب كل أشكال العنف والإرهاب والعذاب والسجن والتنكيل … إلا أن عنوان المرحلة الصمود الأسطوري والنفس الطويل وبلا حدود …
هذا المشهد والصمود أربك العدو لا بل وصل به إلى حالة من الهستيريا والجنون وبدأ يتصرف بطريقة تظهر أن لا يحسب حساب وتقدير للأنظمة والقوانين والشرعية الدولية ولا لمؤسساتها التي تواطؤه ولا تجرؤ على اتخاذ موقف حاسم تجاه جرائم الكيان الصهيوني بحق شعب أعزل.
في ظل المشهد العام يسعى نتنياهو إلى توسيع رقعة الحرب وافتعال أزمات عالمية لإجبار أمريكا والاتحاد الأوروبي على دخول ساحة الصراع التي باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.
نتنياهو يفعل كل ذلك كي يبعد حبل المشنقة عن عنقه وزمرته الحاكمة لأنه إذا نجح في توسيع الدائرة وأدخل لاعبين جدد ودولاً مثل أمريكا وبالتالي مسألة خلط الأوراق تصبح أقوى بكثير.
في المقابل محور المقاومة يمسك زمام المبادرة ويراقب الميدان عن كثب ويتحكم في سير أحداثه وبالتالي الرياح تسير وفق ما هو مخطط لها سيما وأن إسرائيل وأمنها بات في مهب الريح عندما أدخلها المقاومون في حرب استنزاف طويلة الأمد لا يقوى الإسرائيلي على الاستمرار فيها … والميدان سيد الفصل .