المشاريع الصغيرة والمتوسطة … رئيس قسم التسويق بكلية الاقتصاد : توفّر فرص العمل وتلبي احتياجات السوق برأسمال أقل

الجماهير || عامر عدل

تعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة عصب الاقتصاد في الدول الصناعية الكبرى ولجميع الاقتصاديات في العالم .

وقد أكد السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام مجلس الشعب في افتتاح الدور التشريعي الرابع، على أهمية دعمها وجعلها في مقدمة العناوين .

وللحديث عن هذا الموضوع التقت ” الجماهير” رئيس قسم التسويق بجامعة حلب الدكتور محمد الغريب والذي أوضح أن ما يجعل المشاريع الصغيرة والمتوسطة عصب الاقتصاد اتسامها بمزايا فريدة تميزها عن المشاريع الكبيرة.

  • توفر 50 % من إجمالي الموظفين حول العالم

واستعرض الدكتور غريب بعض مزايا هذه المشاريع كقدرتها الكبيرة على تخفيض معدلات البطالة، وتوفير فرص العمل، فحسب إحصائيات البنك الدولي توفر توظيف50 % من إجمالي الموظفين حول العالم، فيما تؤكد دراسات منظمة التجارة العالمية أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة توظف ما نسبته من 60 إلى 70% من إجمالي القوى العاملة في الدولة المتقدمة، كما أنها لا تتطلب مستوى عال من الكفاءات أو التدريب كالمؤسسات الكبيرة ما يجعل من السهولة إيجاد فرص العمل فيها من قبل الباحثين عن عمل.

  • منتجات بجودة أفضل وبأسعار أقل

وأضاف رئيس قسم التسويق أن من مزايا المشاريع الصغيرة والمتوسطة أنها تعزز المنافسة في القطاعات المختلفة مما يؤدي إلى تطوير الخدمات والمنتجات وتخفيض الأسعار، وهذا ينعكس على المستهلكين عبر الحصول على منتجات بجودة أفضل وبأسعار أقل، وبالتأكيد فإن تخفيض أسعار السلع والخدمات يزيد من القدرة الشرائية ويخفض معدلات التضخم.

  • تحتاج لرأس مال منخفض وتحقق الاكتفاء الذاتي واعتبر الدكتور الغريب أن أهم مزايا المشاريع الصغيرة والمتوسطة كونها لا تحتاج إلى تمويل ضخم بل رأس مال منخفض نسبياً، وهذا ما يجعل من السهل تأسيس هذه المشاريع، ومن ناحية أخرى يمكن أن تساهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الزراعية والصناعية في تلبية احتياجات السوق المحلي من مختلف السلع، وهذا يحقق الاكتفاء الذاتي والتخفيف من الاستيراد، وحتى يمكنها أن تتجه إلى التصدير وهذا ما يوفر القطع الأجنبي ويساعد في خلق قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني.

وطرح رئيس قسم التسويق مثالاً عن قدرة هذه المشاريع في توفير احتياجات السوق، حيث أثبتت المشاريع الصناعية الصغيرة في مدينة حلب كورشات الألبسة والأحذية في قدرتها على توفير احتياجات السوق والتصدير لدول الجوار، وذلك خلال فترة ما قبل الحرب على سورية، كما أن المشاريع الزراعية الصغيرة في سورية استطاعت توفير احتياجات السوق المحلي من السلع الزراعية في أصعب الظروف.

  • التمويل من أولويات الدعم

وأشار الدكتور الغريب إلى أن هذه المزايا الفريدة يجعل دعمها أولوية اقتصادية ومكون أساسي من مكونات خطط التنمية الاقتصادية، مؤكداً على أن هناك الكثير من الاستراتيجيات والتجارب الناجحة في العالم لدعمها، ولكن يأتي التمويل في أولوية الدعم لهذه المشاريع وخصوصاً أنها لا تتطلب تمويل ضخم أو استثمارات كبيرة في البنية التحتية، وبنفس الوقت يمكن أن تحدث هذه المشاريع مجتمعة أثراً اقتصادياً يوازي أو يتفوق على المشاريع الصناعية الضحمة.

  • الحصول على قرض بضمان أو بدون ضمان

وفيما يخص التسهيلات التمويلية فقد أوضح رئيس قسم التسويق أن القانون رقم 8 لعام 2021 والخاص بمصارف التمويل الأصغر وفر تسهيلات تمويلية كبيرة لأصحاب المشاريع الصغيرة مثل إمكانية الحصول على قرض بضمان أو بدون ضمان حسب تقدير مصرف التمويل الأصغر، بالإضافة إلى توفير إعفاءات من جميع الرسوم لعملاء مصارف التمويل الأصغر.

  • ضرورة إيجاد استراتيجيات تسويقية لمنتجاتها أما على صعيد التسويق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة فقد نوه الدكتور الغريب إلى أن ضرورة وضع استراتيجيات تسويقية لمنتجات المشاريع الصغيرة والمتوسطة على مستوى الهيئات والوزرات المعنية، كإيجاد شركات أو هيئات متخصصة بتصدير منتجاتها، وضرورة عقد المعارض الدولية والمحلية، إضافة إلى تخصيص نسبة من عقود التوريد والشراء للمؤسسات الحكومية من المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
  • التدريب أهم أسس النجاح

وبين رئيس قسم التسويق أن التدريب لمؤسسي المشاريع الصغيرة والمتوسطة أحد أهم الأسس لنجاح هذه المشاريع فالتدريب يساعد مؤسس المشروع الصغير أو المتوسط في إدارة مشروعه والتسويق لمنتجاته، فالتمويل للمشروع لا يكفي لنجاحه بل يتطلب الأمر إدارة فعالة ودراسة صحيحة للسوق وإطلاق منتجات تناسب احتياجات المستهلكين، وهناك الكثير من الفعاليات في المؤسسات الحكومية والجامعات وغرف التجارة والصناعة التي وفرت التدريب لمؤسسي المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار