بيانكا ماضيّة
نعم فجعنا باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رحمه الله، فجعنا لأننا كنا نرى فيه رمزاً وقدوة زرع في قلوبنا حب المقاومة والدفاع عن الحق.
لايملك العدو الإسرائيلي إلا عمليات الاغتيال؛ لأنه يدرك قيمة كل من يغتاله من شرفاء هذا العالم، والسيد كان شخصية حملت كل القيم المدافعة عن الشرف والعزة والكرامة.
ويعرف العدو قيمة هذا الفكر المقاو.م الذي يحمله السيد لذلك سارع إلى ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت لتأليب البيئة الحاضنة لفكر السيد، ومن ثم قام باغتياله بعد عملية تخطيط استخباراتية، كعادته في اغتيال الشخصيات السياسية.
نستذكر الآن بعد رحيله حضوره المهيب في صراعنا مع العدو، حضوره الذي كان يخيف العدو، إذ كلمة في خطابه تحمل صدقاً يدركه العدو جيداً، تستذكر إطلالاته بعد معركة طوفان الأقصى وكلماته وغضبه وفرحه وحزنه وألمه.
لم يهو نجم السيد باستشهاده، ففكره المقا.وم مسيرة شعب ومسيرة أمة لن تنحني برحيله، ستبقى حاملة لواء الدفاع عن الحق مهما استشهد من حملة لوائه.
نبكيه نعم، محزونون نعم، خسارتنا فادحة باستشهاده نعم، ومن أطلق على الشهداء الذين شاركوا في معركة طوفان الأقصى بشهداء على طريق القدس، هاهو اليوم شهيد جديد على طريق القدس، القدس التي ستتحرر طال الزمن أم قصر مادام هناك مقاومون شرفاء يدافعون عنها، وهي الشهادة التي طلبها السيد فنالها.
جميعنا صدمنا بخبر الاستشهاد، ولكننا ندرك أن الضعف الذي يريده عدونا لنا، لن يتغلغل إلى نفوسنا، فلطالما كانت كلمات السيد منبع قوة لنا في أزمنة حالكة، فهيهات هيهات منا الضعف والذلة.
لن تموت القضية ولن نهزم مادمنا نحمل فكر المقا.ومة، ومن زرع هذا الفكر فينا سيبقى قدوة نقتدي بها حتى تحقيق النصر المؤكد على أعدائنا.
هنيئاً لك الشهادة ياسيد المقا.ومة، وعهداً أننا سنبقى على دربك، لأنه درب الحق الذي ستسطع شمسه على القدس عاجلاً أم آجلاً.