عام على الطوفان

بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة

مـــضــى عــامٌ علــى قـدحِ الزنادِ
وذلِّ عـــــدونـــا فــي كــلِّ نــــادِ
فــمـرّت فيـــه ســــــاعاتٌ بكينــا
وســـــاعاتٌ رقــينـــا للســـــــدادِ
ولا زالــت لجـاجُ المــ,ــوتِ تَــطغى
بطوفــانٍ غـزا ســـــــاح الأعــادي

في مثل هذا اليوم من صباح السابع من تشرين الأول “أكتوبر” العام الماضي استيقظ الناس على خبر عمليةٌ طوفـ.ـان الأقصى .
لقد حمل إلينا صباح هذا اليوم السابع من تشرين الكثير من الأمل والتحدي، وجعل بريق النصر يلوح في الأفق.
إن مجرد التفكير في عملية طوفـ.ـان الأقصى تجعل المرء فخوراً بالأبطال الذين خططوا ونفذوا تلك العملية الفذّة التي حطمت غطـ،ـرسة الصهاينة ومرغت أنوفهم فكانت تطبيقاً لقول الله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم… ﴾ [سورة الأنفال: الآية 60]
أسلوب مبتكر في تخطي الجدار الفاصل وطريقة رائع في تحقيق الهدف لم تكن متوقعة رغم كل تحصينات العدو.
وفي ردات فعل الطاغـ.ـوت الصهـ,ـيوني الذي لم يستطع التغلب على الأبطال المـ.ـقاومين أخذ يستهدف المدنيين الأبرياء؛ أطفالا ونساءً وشيوخاً؛ وبدأ كعادته بمسلسل المـ،ـجازر الفظيـ,ـعة والتهـ،ـجير بحق أولئك العزّل.
حتى المشافي ارتكبت فيها المـ،ـجازر ولم تسلم من قذائف حقده فمن المعمداني إلى الشفاء إلى غيرهما من المشافي.
وكانت ردات فعل العالم على تلك المـ,ـجازر مخزية ولم ترقَ إلى مستوى الإنسانية.
ولم يتلقَّ الشعب الفلسطيني في غـ،ـزة كل ذلك إلا بالصبر والثبات.
كان كل يوم يمضي يزداد فيه العدو تغـ،ـوّلاً وقسوة وتزداد فيه المـ،ـقاومة والشعب صموداً وإصراراً.
ولم يكن الطريق إلى عامنا هذا خالياً من التضحيات على كافة الأصعدة ومختلف المستويات.
مع مرور الأشهر، بدأ يظهر وجه الصـ،ـهيونية القبيح المتوحـ،ـش لكل شعوب العالم وبدأت المظاهرات المناوئة والرافضة لتلك الحرب الظالمة تتزايد في جنبات الدنيا.
اليوم، ومع مرور عام على انطلاق الطوفان، ننظر بفخر إلى الأبطال المـ،ـقاومين. نترحم على قوافل الشـ،ـهداء وللجرحى ندعو بالشفاء.
ولكن هذا العام ليس إلا البداية. والهدف الأكبر هو الاستمرار في دحر الغطـ,ـرسة الصـ،ـهيونة لتحقيق النصر الكامل.
إن الاستمرارية هي مفتاح النجاح، والرهان على مواصلة الكفاح للوصول إلى الغايات التي تكفل لشعبنا العظيم العيش الكريم في وطنه؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّين ظاهرين لعدوِّهم قاهرين لا يضرُّهم مَن خالفَهم إلا ما أصابهم من لأواءٍ حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك. قالوا: وأين هم؟ قال: ببيتِ المقدسِ، وأكنافِ بيتِ المَقدسِ). رواه الطبراني.
إن النضال لا حدود له، وإن المـ،ـقاومة المستمرة ستقود المستضعفين إلى مزيد من النصر، ليس فقط في فلسطين، بل في كل بقاع الأرض.
ـــــــــــــــــ
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t
»»»»»
قناتنا على التلغرام:
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار