بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
بفضــــل التكـــافل أرســـــت أمــم
صــروحاً مـــن المــد فــوق القمــمْ
فلــم يُبــن مجــــدٌ عــلـــى فرقـــةٍ
ولـــــن يرتفـــع باختـــــلاف عَلَـــمْ
كان الحديث في المقالة الماضية عن التكافل الاجتماعي وأقسامه من تكافل مالي وتكافل عيني. وإتمام لما بدأنا به نتحدث عن أقسام جديدة منها:
٣. التكافل النفسي والمعنوي:
وهو تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأفراد الذين يمرون بأوقات عصيبة من ذلك:
* طلاقة الوجه والكلمة الطيبة: وذلك بألا يقابل الناس بعبوس الوجه وكلاحة الملامح بل بالتبسم والكلام اللطيف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ) رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (الكلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صدَقَةٌ) متفقٌ عَلَيْهِ.
* عيادة المرضى ومواساة المصابين وأصحاب الاحتياجات الخاصة: وذلك عبر الوقوف إلى جانبهم وتخفيف معاناتهم وزيارتهم، ورفع معنوياتهم بكلمات الدعم والتشجيع؛مما يُدخل عليهم البهجة ويخفف عنهم الألم.
وقد ثبت في الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
* إصلاح ذات البين: وذلك بالسعي إلى حل الخلافات بين الأفراد والجماعات بل والدول، وتعزيز روح التسامح بينهم.قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [سورة الأنفال/١]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أفضلُ الصدقةِ إصلاحُ ذاتِ البينِ) رواه الطبراني في “المعجم الكبير”
٤ – التكافل الأسري
وهو أحد أبرز أشكال التكافل، حيث يُعنى بتقوية الروابط الأسرية في المجتمع ومنه:
* بر الوالدين: وهو فريضة فرضها الله على الأبناء تجاه آبائهم، قال تعالى:{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [سورة الإسراء: ٢٣]
* الإحسان إلى ذوي القربى وذوي الأرحام: وهو من أعظم القربات قال تعالى { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } [سورة النحل: ٩٠]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: (الرحِم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) متفق عليه.
* رعاية الأيتام والمساكين: حيث قال رسول لللعده صلى الله غليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر). متفق عليه.
* العناية بالمسنين.وفي الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم.) رواه أبو داوود.