قف.. أمامك حدود…؟! 

د.سعد بساطة
كلنا تعرضنا في ذهابنا لدولة عربية ما إلى هذا الموقف..من ارتباك؛ وتوتر لجمع أوراقنا الرسمية وجواز السفر؛ وتفقد الوثائق بمختلف أشكالها..إضافة إلى سمة الدخول ( الفيزا)..
دعاني لكتابة هذا المقال صورة تأملتها على إحدى وسائل التواصل؛ تظهر ثلاث أشخاص يتناولون الطعام على مائدة واحدة وكل منهم على حدود بلد اوروبي( لوكسمبورج_ بلجيكا_ ألمانيا).. وبصرف النظر عن صدق الصورة؛ إلا أن ما يهمنا فيها : رمزيتها..
كم واحد منا يحلم بلقاء حميم مع صديق وتناول وجبة على حدود بلد ‘عربي’ …
تأملت الصورة؛ ولست أدري هل أضحك أم ألطم!
دعونا بداية نعرف ماهي الحدود؟
منذ القدم كانت مجرد موانع جغرافية: سلسلة جبال؛  نهر؛ بحر؛ وادي؛ هضبة..تفصل تخوم البلدان عن بعضها البعض…
لاحقاً تحولت إلى فواصل مصطنعة من أسلاك شائكة محاطة بجنود مسلحين وألغام وكلاب بوليسية؛ وأبسط مثال ألمانية بقسميها قبل إعادة توحيدها(( وهنا أدعو الله أن تتوحد بلادنا وتتفق كلمتنا)).
كانت غالبية بلادنا تدعى بلاد الشام؛ وسعى الأجنبي لتعطيل قطار الحجاز الذي يصل الشمال بالجنوب؛ لمنع التواصل بين أجزاء بلدان العرب.
 ويذكر أن ضابطاً بريطانياً [سير ‘جون كوكس’]في ثلاثينات القرن الماضي كان يضطجع على الرمل بعد وجبة دسمة دعاه له البدو؛ ويرسم على الرمل حدود (سورية والأردن وفلسطين والعراق..) أثناء مزمزته لكوب الشاي بعد وجبة دسمة؛ فكان أن عطس مما سبب ميلاً في الخط المستقيم الذي لايعرف له سبباً سوى تلك العطسة المشؤومة؟!
ننتقل للطرائف قبل أن يشعر القاريء بالإحباط:
_ وهنا نتحدث عن الحدود المعنوية _
قبل عشرات السنين، قالها جون كينيدي:
الذكاء البشري له حدود، ولكن..الغباء البشري
ليس له حدوود.
اختم مقالتي بمقتطف من رسالة وصلتني؛ هي وصية أب لابنه:
حين أرحل؛ أحرقوا الجغرافيا، إياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيراناً، تعلقت قلوبهم بنا حبًّا، ولم يفهموا أن من الحب ما قتل، لا تخبروهم أن حدودًا وضعها المحتلُّ، وأمركم أن تحرسوها، هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم، والسيف الذي غُرز في ظهرِ ماردِهم، والحفرة التي دفنوا فيها.
ــــــــــــــــــ
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
»»»»»
قناتنا على التلغرام: 👇🔥
ـــــــ
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار