هل “نوبل” متحيز فعلاً ضد العرب!؟

د. سعد بساطة

في مثل هذا الوقت من كل عام لا يبقى شاغل للكثيرين سوى. جائزة نوبل؛ من حازها! وماهو بحثه؟..ويزداد اللغط.. ولكن: تحصيل حاصل..حصة العرب من تلك الجائزة يقارب العدم فعلياً!

ولكن من نوبل، وما هي جائزته؟‏

هو “ألفريد نوبل” مخترع الديناميت للأغراض السلمية، وتكفيرا ً عـن ذنبه فقد رصد كل أمواله بالجائزة الأشهر في عصرنا في مجالات [ الكيمياء، الفيزياء، الطب، الآداب، والسلام] ، وتوفي أعـزبً في دارته بسان ريمو- إيطاليا عـن 63 سنة في نهايات القرن التاسع عـشر، وإحياء ً لذكرى هذه الشخصية الفريدة قام بنك السويد الوطني باستحداث جائزة نوبل للاقتصاد عـام 1968.‏

الجائزة هي ميدالية ذهبية ودبلوما مع عشرة ملايين كراون [بالعملة الوطنية، فالسويد لم تنضم لمجموعة اليورو الأوروبية ].. أي ما يعـادل 1,5 مليون دولار.. عـدا عـن الشهرة المدوية ( في مكالمة لممثل لجنة الاختيار مع أحد الفائزين في ساعـات الصباح الباكر قال له حرفيا ً ” استمتع بآخر لحظات الهدوء في حياتك.. فبعـد مكالمتي هذه لن يتوقف هاتفك عـن الرنين، ووميض فلاشات التصوير قربك لآخر لحظات حياتك !! )..‏

هنالك لجنة رصينة محايدة من أربعـة مواطنين سويديين أو نرويجيين، تعـيـّنهم الأكاديمية الملكية السويدية، ورئيس اللجنة يسميه ملك السويد وذلك لاختيار الفائزين بناء ً عـلى إنجازاتهم، ويمكنها الاستعـانة بخبراء في شتى المجالات..وقد يستغـرق الأمر زمنا ً للوصول للفوز، ففائز هذا العـام في مجال الطب ثمانيني من العـمر، وهو مخترع التلقيح الصناعي، ومن “نتاج” اختراعـه أربعـة ملايين إنسان في كوكبنا، ولكن اختراعـه يعـود لخمسينيات القـرن الماضي !‏

عـن الفائزين:‏

هنالك أشخاص مثيرون للجدل فغـاندي داعـية المقـ. ـاومة السلمية لم يحصل عـلى جائزة نوبل للسلام، وأوباما عـلى الرغـم من فترته القصيرة وإنجازاته المتواضعـة حصل عـليها!!‏

رفض الجائزة الأديب الفرنسي جان بول سارتر، ورفضها السياسي الفيتنامي الشمالي “لي دور ثيو”!!‏

كسب الجائزة أكثر من مرة عـديدون منهم: ماري كوري عـن النشاط الإشعـاعي، وعـن الراديوم.‏

يخطئ البعض لدى سماعـهم أنّ ونستون تشرشل ربح الجائزة فيظنون أنها للسلام، وهي بواقع الأمر في الآداب عـن مجلداته السبعـة “تاريخ الإمبراطورية البريطانية”..‏

كسبتها منظمات مثل: الصليب الأحمر، والمفوضية السامية للاجئين.‏

أكبر فائز كان بالاقتصاد 2007 ، ليونيد هورفيتزعـن تسعـين عـاما ً، وأصغـرهم لورينس براج بالفيزياء 1915 عـن خمس وعـشرين عـاما ..‏

لاحظ أحدهم مزارعـا ً يركض في حقـله، فاستفسر عـن السبب قـال ” أتهيأ لجائزة نوبل”، سأله “وكيف ذلك” أجاب بثقة ” ألا تعـرف أنها تـُمنـَح كل عـام للشخص السباق في حقله؟” …‏

لست من هواة جلد الذات ولكننا نسمع يوميا ًعـن إنجازات “أسطورية” لنا في عـصر التكنولوجيا- يندى لها الجبين ، من قبيل: أكبر قرص كبـّة صاجية، وأطول سيخ شاورما، وأكبر صحن حمـّص.. والسؤال الآن: هل نأكل لنعـيش ؟ أم نعـيش لنأكل في خضم عـصر التنافس بالمعـرفة والتقانة..‏

خلط أمامي أحد الجهلة بين جائزة نوبل وأوبل، وتشدّق بمعـرفة أنها جائزة ثمينة تمنحها شركة السيارات الشهيرة للمتفوقين !!!

من التقاليد الراقية التي تتم لمنح الجوائز أنّ ملك السويد بالعـادة يدخل أية قاعـة فيهب ّ الجميع واقفين، ولكن في حالة فائزي نوبل : فهم يلجون القاعـة، فيقف الملك والملكة احتراماً لهم، ويصافحهم بإجلال!!‏

وليس هذا التقليد بغـريب ٍ عـلينا نحن العـرب/ المسلمين.. فتاريخنا يزخر بالأمثلة، ومنها : تشجيع هارون الرشيد للترجمة عـن الفارسية واليونانية، وفتحه المكتبات ، وخلعـه خفي معـلّــم ولديه الأمين والمأمون إجلالا ً لقدر العـلم والعـلماء.‏

بالختام: من الاحصاءات نتبيـّن أن ّ الجائزة عـلى مدار الأعـوام المئة والعـشرة السابقة قد مـُنحت إلى (829) فائزاً ونصيبنا نحن العـرب [ الكيمياء أحمد زويل، الآداب نجيب محفوظ، وهناك اثنتان من جوائز السلام “المسيـّسة” ]، هل هذا يتناسب مع عـددنا مئتي مليون، أو مع إنجازاتنا العـلمية عـبر التاريخ : الدورة الدموية، الجبر، العـدسات .. واختراع الصفر؟؟

ــــــــــــــــــ

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

ـــــــــــــــــ

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار