أمثولة للعرب: تغلب سويسرة على الحوت الياباني!

د.سعد بساطة

كانت سويسرة مسيطرة على نشاطين في العالم

اولاها: خدمات وسرية البنوك وثانيها تصنيع وتسويق الساعات؛ إلا أن اليابان في نهايات عام ١٩٦٩ أدهش العالم لما عرض في الأسواق اختراعه المذهل: ساعة كوارتز (وكانت ماركة “سايكو” )؛ وهنا تراجعت مبيعات الساعات السويسرية أمام العملاق الياباني؛ وقبع أكثر من ستين ألف صانع ساعات سويسري في بيوتهم فاقدين عملهم.

كانت الساعة اليابانية الجديدة: أنيقة؛ رخيصة؛ دقيقة.. تعمل بمبدأ جديد: فيها بطارية متناهية الصغر تغمز شوكة من الكوارتز لتهتز (٣٢٧٦٨) هزة في الثانية الواحدة؛ معطية” الأمر لعقرب الثواني في الساعة بالتحرك…!

في حين كانت الساعات السويسرية تعمل بمبدأ ميكانيكي؛ وغالية الثمن/ أي أنها ليست بمتناول المستهلك العادي.

تم توضيح المشكلة السويسرية الكأداء لاستشاري لبناني يدعى ‘نيكولا حايك’.. [وهو بالمناسبة لايفهم شيئا” في عالم الساعات].. وبعد دراسة متأنية للوضع؛ قام حايك بتكوين اول تجمع من نوعه في العالم بإسم ‘سواتش’ وهو مشتق من كلمة “ساعة سويسرية”:

وبعد تحضيرات مدروسة؛ نزلت للأسواق ببدايات ١٩٨٣ أول ساعة سويسرية بالعلامة الفارقة الجديدة؛ متبنية” تقانة الكوارتز الحديثة مكونة” من ٥١ قطعة بدل ١٤٨ لليابانية؛ وبتصاميم جد أنيقة وقد طرحت بأسعار مقبولة؛ وهنا أضحت قطعة اكسسوار وزينة لليد!

أضيف هنا: كانت أرباح الساعات السويسرية ٣٠ مليار دولار سنوياً؛ أي أكثر من خمس مرات ميزانية لبنان.. وتم انقاذها من الغرق بفكرة مبتكرة من صاحبنا.

نعدد مآثر العرب (الذين أفلحوا خارج موطنهم)..¡

تطوير اقتصاد النرويج بواسطة عالم عراقي..

مبتكرات الناسا: عالم سوري.

ابتكارات شركة آبل: عالم مصري، وهكذا.

لن أطرح تساؤل: لماذا يفلح هؤلاء بالغرب خارج بلادهم؛ ويفشلون بمسقط رأسهم ؛ فهذا موضوع مختلف عن سياقنا.

ولكنني أتحدث ان العلم والاختراع والابتكار لا جنسية لهما؛ وبقي أن أضيف  : أن الولايات المتحدة الأمريكية؛ عند هبوطها في السلم العالمي للإبتكار تعتبر ان هذا أمراً يمس أمنها القومي..

ولو تأملنا تاريخنا القديم لوجدنا العرب هم من اخترع: الصفر؛ الجبر؛ اللوغاريثم ( الخوارزميات)؛  ووصفوا حركة الفلك قبل كبلر بستة قرون؛ والعدسات والكاميرا؛ والدورة الزراعية وتحليل الضوء؛ ومبادئ الطب الحديث والعدوى.

للأسف.. نحن الآن نطبق نظرية حديثة ابتكرتها “هيفا” ومفادها((بوس الواوا..،يصح))!

قديماً كنت مراراً أسمع هذا القول من جدتي” اللي ما عندو حيلة.. قطع راسو أولى”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار