وحدة الساحات.. عين الصواب

بقلم عبد الكريم عبيد

عندما تمتزج دماء أطفال فلسطين ولبنان وسورية بطهر هذه الأرض جراء غدر الاحتلال الصهيوني فهذا يؤكد أن الجميع مستهدف.

وعندما نقول الجميع أعني العرب جميعهم على اختلاف أقطارهم ودولهم حيث ان صواريخ حقد الاحتلال طالت الجميع وواقع الحال أكبر برهان.

عندما نرى فرق الإسعاف والدفاع المدني تنقذ طفلة أو طفلاً من تحت الأنقاض متسربلاً بدمائه جراء العدوان على حي مدني مكتظ بالسكان مثل حي المزة في دمشق والضاحية الجنوبية وقراها في جنوب لبنان وغزة والضفة وغيرها … فهذا يعني حرب الإبادة هي العنوان, وشاهدنا الطفل من آل الأزعط وقد استشهد جراء غارة غادرة على حي مدني آمن كان أطفاله يلعبون ويلهون في الحدائق أو حتى في أسرتهم أو يسيرون في الطريق بأمان الله .

ذات المشهد وذات الطريقة تكررت في فلسطين وتحديداً في غزة، عندما الطفلة البريئة آية تستنجد من تحت الأنقاض ورجال الدفاع المدني بأدواتهم البسيطة والبدائية يكلمونها ويهدؤون من روعها إلى أن تكللت جهودهم بإخراجها على قيد الحياة رغم أن دمها يغطي وجهها البريء الذي لا يعرف الحقد وليس لديها تفسير ما الذي يحدث وما هو الذنب الذي اقترفته لتحل عليها هذه العربدة بكل حقدها  وكراهيتها للإنسانية جمعاء .

ذات المشهد تكرر لمئات المرات في أكثر من موقع في جنوب لبنان والضفة ومخيم جباليا وحي الشجاعية ومخيم النصيرات وغيرها الكثير الكثير الذي طاله حقد الاحتلال .

هذا المشهد من البؤس والقتل والدمار والإبادة الجماعية بحق الأبرياء لم يحرك الضمير الإنساني العالمي والمنظمات الدولية لاتخاذ موقف حازم تجاه ما يحدث بحق شعب آمن ذنبه أنه يدافع عن حقه في الحياة وحقه في أرضه.

من هنا ومن خلال التوطئة السابقة وتطبيق سياسة الأرض المحروقة بحق المواطنين الأبرياء في لبنان وفلسطين وحتى سورية واليمن يؤكد حقيقة واحدة لا ثاني لها أن كل من يتكلم العربية ويقيم في الوطن العربي ويتكنى بالعروبة هو هدف مشروع لجنود الاحتلال الصهيوني سواء دولته طبعت مع العدو أم لا أو وقعت اتفاقية كامب ديفيد أم لا أو وادي عربة وسواها وذلك نزولاً عند الأطماع التوراتية لكيان الاحتلال الذي صاغ ومنذ تأسيسه شعاره على الاحتلال والقتل وزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد أمن دول وشعوب العالم .

بدليل أن كيان الاحتلال التوسعي هو الوحيد الذي ليس لديه حدود إذ أن شعاره الحدود من النيل إلى الفرات وما بعد الفرات والنيل إذ أن أذرعه الاخطبوطية بدت تتمدد إلى دول الجوار حتى البعيد منها لإحداث المزيد من الفتن والحروب …

لذلك أطلق محور المقاومة وحدة الساحات لأنه يعي تماماً أن الجميع مستهدف … من هنا كان القرار السوري بدعم المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين لأنها هي تدافع عن العرب وعن المنطقة عموماً وهي على ثقة أنها قادرة على صناعة النصر بدماء وتضحيات رجالها الميامين الذين يضحون بدمائهم لصناعة نصر عزيز غالٍ كما صنعوه في عام /2006/ حيث أذاقوا العدو مرارة الهزيمة وأظهروه أنه أوهن من بيت العنكبوت .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار