د. سعد بساطة
أحجية قديمة؛ والكل يعرف جوابها… الزمن..
‘الزمن’ هو البعد الرابع؛ الذي لا ندرك في شرقنا قيمته؛ بل نضبط ساعاتنا ‘الرولكس’ على مواعيد: بين الصلاتين!
ومن التعابير الرائجة في مجتمعنا: التقيت مع فلان.. وسوا ضيعنا ساعتين من الزمن.. [ركزوا على ‘ضيعنا’]!!
وبنفس السياق ومن الحوادث الغريبة والمؤكدة؛ نفيد بأنه في ١١ تموز ١٩٠٨؛ إبان الألعاب الاولمبية ببريطانية؛ وصل الفريق الروسي متأخراً ((١٢)) يوماً عن المباريات كونه يعتمد التقويم اليولياني المختلف عن توقيت العالمي الجريجوري .
لمزيد من التعامل الدقيق مع الوقت؛ ينصح الخبراء بوضع برنامج للأعمال اليومية؛ بادئين بالأهم منتهين بالأقل أهمية؛ مع مراعاة ‘مصفوفة آيزنهاور’ بإيلاء بعض الأمور الهامشية التي يؤدي إهمالها لنتائج كارثية!
وعلينا البحث عن ‘ الثقوب السوداء’ التي تلتهم وقتنا _ بدون علمنا_ ومحاولة معالجتها..
من الطريف أنه سألوا الذكاء الاصطناعي عن أي الساعات هي الادق: تلك التي تؤخر دقيقة كل يوم؛ أم تلك التي تسبق دقيقة كل أسبوع؛ ام الثالثة المعطلة والواقفة. ماذا كان جوابه؟
المتوقفة طبعاً فهي تعطيك الوقت بكل دقة: مرتين في اليوم.
اظن ان الصين هي البلد الوحيد الذي تصل فيه لجزيرة بعيدة، الساعة 4:00صباحاً وتكتشف أنك نسيت ربطة عنقك وعليك حضور افتتاح مؤتمر في الساعة الثامنة صباحاً والحضور باللباس الرسمي “حصراً”.. فتشتري ربطة عنق اونلاين وتصلك الساعة 4:30صباحاً فتصل للمؤتمر وتكون من أوائل الحاضرين…
إليكم هذه الطرفة عن ‘التزويغ’ من العمل.. ثلاث تلاميذ يافعين … كل منهم يتفاخر بمآثر والده؛ بادرهم الأول: أبي صاحب اكبر دخل؛ أجاب الثاني : والدي صاحب أفخم سيارة؛ أجاب الثالث: والدي يحقق المعجزات؛ هو ينصرف من عمله بالرابعة ..لكنه يصل للبيت في الثالثة!
سئل ‘آينشتاين’ عن تفسير لنظريته النسبية فأجاب’ كل الأمور نسبية؛ جلستك ساعة مع شخص ثقيل تظنها دهر بأكمله؛ وساعات مع شخص تحبه تمر كأنها ثوان’… وهذا يذكرنا بأغنية ‘ ساعة بقرب الحبيب أحلى زمن في الحياة’ .!
ختاماً قد تضيع مبلغاً من المال..ثم تكسب أضعافه؛ قد تخسر صديقاً ثم تعود فتربحه بعد مصالحة؛ ولكن.. إذا أضعت ثانية من الوقت؛ لا يمكن استردادها..
فعليك بالعمل قبل الفوت؛ وبالتوبة قبل الموت.