خاشقجي الإشكالي …… وسره الذي دفن معه

حلب-عبد الكريم عبيد

لا نريد أن ندخل في أتون وإشكاليات الصحفي السعودي جمال خاشقجي فالرجل معروف عبر تاريخه بارتباطه الوثيق بالإخوان المسلمين وبالتالي مواقفه المناوئة لخط المقاومة ودعمه لخط الاعتلال العربي والأمريكان والاحتلال الإسرائيلي لدرجة خيل للبعض أنه الناطق الرسمي باسمهم هذا من جهة ومن جهة أخرى عمالته المزدوجة داخل مملكة آل سعود وخارجها إذ ظل لفترة طويلة الفتى المدلل وهو ضابط المخابرات بأنٍ معاً ويرتدي لباس الإعلام.

بالإضافة إلى اقترابه من خطوط التماس الأميركية الغربية حيث وطد علاقاته مع شخصيات نافذة هناك وابتعد عن الخط السعودي وهو الذي يعرف الكثير الكثير عن خفايا أسرة آل سعود وأجهزة مخابراتها لا بل وبدأ ناقداً لها، حتى أن الصقور من آل سعود ومنهم ولي العهد محمد بن سليمان أدرك تماماً أن الخاشقجي خرج عن الطوق وبدأ يتمرد على أسياده ويشكل حالة من الخوف والقلق لهم .

هنا تبدأ الحبكة ويتخذ القرار بالتخلص من الخاشقجي .. كيف ومتى تم استدراجه عبر عملاء إلى السعودية أو في أماكن يستطيعون التخلص منه دون أن يتركوا أي دليل وتختفي الجريمة بتقادم الزمن لكنهم فشلوا ؟.

رأى البعض باستدراجه إلى القنصلية وقتله وتقطيعه بالمناشير وإخفاء معالم الجريمة

وبالتالي الغباء السعودي اعتقد أن العملية ستنفذ هكذا بهدوء وكأن أمراً لم يكن.

وبالتالي يدفن الخاشقجي وسره معه.

لكن حساب السوق ما طبق على الصندوق كما يقال، إذ ما أن دخل الخاشقجي القنصلية إلا وبعد حوالي الساعتين بدأت التسريبات الإعلامية عن اختفائه وبعد ساعات أخرى تمت تسريبات عن اغتياله، وبدأ الموقف الإعلامي يتطور رويداً رويداً في متابعة حثيثة لأخر مستجدات عملية القتل.

هذا إن دل على شيء إنما يدل على تتبع حتى من الأجهزة التركية والغربية والأميركية لهذا الرجل الإشكالي الذي بدأ الضخ الإعلامي الهائل والتكهنات والتحليلات على مدار الساعة بالمقابل صمت سعودي ومن ثم إنكار وبعد أيام تشكيل لجان وضغط دولي على السعودية ومن ثم الاعتراف بالقتل على أنه حصل بالخطأ نتيجة شجار داخل القنصلية إلا أن الجثمان لا يزال مصيره مجهولاً ما يدل على أن السلطات السعودية وعلى رأسهم محمد بن سلمان متورط في عملية القتل .. إذ لا يعقل أن تحدث هكذا جريمة ومن هذا النوع وبن سلمان بعيد عن مسرحها وهو المعروف عن تدخله في كل شاردة وواردة وبخاصة في شؤون الخارجية والإعلام والدفاع والداخلية.

أنها اكذوبة القرن التي ابتدعها آل سعود الذين سلموا بالقتل. لتأتي الصفقة التركية الأميركية السعودية لتحييد ابن سلمان وتبحث عن كبش فداء فكان العسيري ومستشار في الديوان الملكي وضابطين في المخابرات، إلا أن هذه المسرحية الهزلية لم تقنع أحداً، حتى ترامب الذي يعتبر الأكثر ميلاً إلى لفلفة الموضوع إذ أظهر موقفاً غير متوقع منه أمام ضغط خصومه في مجلس الكونغرس والنواب ناهيك عن الضغط الإعلامي.

بالنتيجة هي قضية الساعة وبانتظار التفاصيل إلا أنها رسالة واضحة لكل من يعارض آل سعود بأن مستقبله بات مهدداً بالفناء.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار