سانا – الجماهير
يشكل حي قارلق في مدينة حلب القديمة بيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل المسببة لمرض اللايشمانيا أو ما يسمى “حبة حلب” بسبب كثرة النفايات وبقايا الطعام واللحوم حول المسالخ المنتشرة في الحي.
وفي جولة بالحي والاطلاع على الواقع الخدمي فيه وأسباب تزايد عدد المصابين “بحبة حلب” ضمنه استمعنا إلى شكاوى عدد من المواطنين.
“محمد رضا أنيس” أحد المصابين بالمرض اعتبر أن السبب الرئيسي للإصابة هو تجمع الذباب حول مخلفات مسالخ اللحوم الموجودة في الحي بكثرة وبشكل عشوائي إضافة إلى وجود القوارض والأنقاض في المكان، لافتاً إلى الأعداد الكبيرة في الإصابات ولا سيما بين الأطفال والنساء.
حيث الأوساخ والقمامة تنتشر بالمكان ولا توجد مصارف للمياه التي تتجمع في الشوارع وهي بيئة مناسبة جداً لانتشار الأمراض وخاصة اللايشمانيا.
كما تحدث عدد من الأطفال ممن يتلقون العلاج ضمن مراكز اللايشمانيا الموزعة في حلب وريفها عن معاناتهم وجميعهم أتو من أماكن تعاني التلوث البيئي وضعفاً في خدمات الصرف الصحي.
الدكتور بسام شقو رئيس المركز الرئيسي لمكافحة اللايشمانيا في مدينة حلب أشار إلى تزايد الإصابة بهذا المرض حيث بلغ عدد الإصابات في عام 2017 نحو 11500 إصابة فيما تضاعف عام 2018 إلى 23 ألف إصابة.
وبين الدكتور شقو أنه تم افتتاح 13 مركزاً صحياً اثنان منها ضمن مدينة حلب والباقي في ريفها، إضافة إلى 13 نقطة طبية في الريف كما أن هناك نحو 51 قسماً لمعالجة اللايشمانيا في كامل المحافظة.
وأكد الدكتور شقو أن “حي قارلق يعد من المناطق الموبوءة” وإحصائيات عام 2018 تشير إلى وقوع 45 إصابة في هذا الحي و 56 إصابة في حي كرم الجبل المجاور له بسبب وجود القمامة وتموضع المسالخ وبقايا اللحوم.
محمد ساهر جانات عضو لجنة حي قارلق أكد أن المذابح العشوائية هي السبب الرئيسي لانتشار “حبة حلب” بسبب إهمال أصحابها ورميهم مخلفات اللحوم في الشوارع بشكل عشوائي وعدم الاهتمام بالنظافة رغم تنبيههم من قبل لجنة الحي لخطورة ذلك فضلاً عن تربية المواشي داخل المنازل.
أصحاب المسالخ ومنهم رامي شنو تذرعوا بعدم وجود مكب نفايات قريب ودعوا لترخيص المسالخ وتزفيت الشوارع أمام محلاتهم وردم حفريات الصرف الصحي حتى لا تتجمع المياه مشكلة ما يشبه المستنقعات الحاضنة للذباب والبعوض.
ولتسليط الضوء على الحلول المتبعة من قبل محافظة حلب لتدارك والحد من انتشار مرض اللايشمانيا وإزالة مسبباته أكد الدكتور المهندس معد مدلجي رئيس مجلس مدينة حلب أن حي قارلق مكان للذبح العشوائي ومن الضروري مكافحة هذه الظاهرة بسرعة لافتاً إلى عدم عمل المذبح الفني بكامل طاقته الإنتاجية حالياً بسبب دماره جراء الاعتداءات الإرهابية ولذلك فإن إغلاق المذابح العشوائية سيؤدي لارتفاع أسعار اللحوم في مدينة حلب.
ووعد الدكتور مدلجي بتكثيف عمليات ترحيل المخلفات من قبل مجلس المدينة إضافة إلى إعادة تأهيل وإعمار المذبح الفني وصيانة الزرائب والبرادات والسياج فيه لمكافحة الذبح العشوائي وتنظيم هذه العملية.
بدوره أكد الدكتور محسن مزيك رئيس دائرة الشؤون الصحية بمدينة حلب إلى أن حملات الرش المكثفة التي قامت بها المديرية أدت إلى تناقص عدد الإصابات بمرض اللايشمانيا من 4 آلاف إصابة شهرياً إلى 1000 إصابة مشيراً إلى أن هناك إجراء سيتخذ قريباً للحد من انتشاره وهو توفير المبيد اليرقي لرش أماكن القمامة وتجمع الأوساخ لقتل البعوضة المسببة للمرض مع بيوضها ومنعها من التكاثر.
من جانبه تحدث الدكتور زياد حج طه مدير صحة حلب عن الخدمات التي تقدمها مراكز الصحة من تشخيص وعلاج لمرض اللايشمانيا الناتج عن وجود القمامة وانتشار المذابح غير الشرعية ورمي مخلفات الذبائح في الشوارع وأمام المنازل ما يسبب نشاط الحشرة المسببة لهذا المرض مبيناً أنه من الضروري تظافر الجهود وتعاون سكان الحي وأصحاب المذابح مع الجهات المعنية للمحافظة على نظافة البيئة إلى جانب حملات الرش ليتم إيقاف انتشار هذه الحشرة مشيراً إلى أن الفرق الطبية الجوالة في أرياف حلب تعمل على مدار العام لجمع الإحصائيات وتقديم العلاجات المناسبة لمرض اللايشمانيا.