حلب ـ جهاد اصطيف
قاد القائد المؤسس حافظ الأسد الحركة التصحيحية المجيدة قبل (48) عاماً .. كانت دون شك اللبنة الأولى لحالة الاستقرار التي عاشتها سورية طيلة قرون مضت .. لأن الحركة التصحيحية جاءت لتضع حداً للسياسات السائدة في تلك الفترة التي كانت تعيشها وتشهدها سورية قبل فترة السبعينيات على مر العديد من السنوات ..
بالطبع أتت هذه الحركة من أجل أهداف سامية عدة أهمها البدء بمرحلة متطورة ومتقدمة لا بل ومزدهرة مع مرور الوقت , فكان القائد المؤسس معنياً بشكل مباشر في أن يجعل من سورية دولة لها وزنها ووجودها لا بل وثقلها على الساحتين الإقليمية والدولية وهذا ما تحقق بامتياز منقطع النظير إذ إنه كان صاحب رؤية بعيدة المدى خاصة عندما وقف ضد الحرب العراقية على إيران ووقف دائماً في وجه المخططات الصهيو- أمريكية في المنطقة وسعي أمريكا والغرب إلى الدخول والتغلغل في بعض المجتمعات العربية وبالأخص الخليجية منها وبالتالي وقف ضدها لأنه عُروبي وكان كل هدفه الدفاع عن العروبة وقضايا الأمة العربية الوطنية والقومية ..
ولعل الصورة الآن والمشهد الذي آل إليه الوضع في منطقتنا وفي بعض بلداننا العربية أكثر وضوحاً إذ وجد القائد المؤسس فيما بين سطور المخططات والأطماع الأمريكية إضعاف العرب وإدخالهم في فتن دينية وإشغالهم في حروب هنا وهناك لتخلو الساحة أمام الدول الاستعمارية للانقضاض عليها بسهولة وإن كانت بأدوات عربانية للأسف ومرتزقة من شتى بقاع الأرض ..
لقد واجه القائد المؤسس العديد من التحديات والضغوطات ، لكنه استطاع بفضل حكمته وحنكته أن يتجاوز جميع الأخطار التي تعرضت لها سورية ليجعل منها دولة قوية رغم سياسات الحصار والضغوطات التي مورست عليها خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي ومع ذلك صمدت سورية وقاومت تلك التحديات وفي كل مرة خرجت منتصرة وقوية أكثر مما مضى .. إذ سارت الأمور بشكل أفضل مع مرور الزمن .
نعم هذا ما تم خلال العقود الثلاثة من مسيرة هذه الحركة في عهد القائد المؤسس ليأتي من بعده السيد الرئيس بشار الأسد ليواصل المسيرة بقوة العزيمة وصلابة الإرادة اللتين ورثهما عن أبيه ، حيث لم تكن بسيطة أو سهلة أيضاً لأن الأعداء والخصوم حاولوا الضغط على سورية ومحاصرتها وتعريضها للخطر أكثر من مرة وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق ولا ننسى الأحداث التي تلت اغتيال الحريري في لبنان ومحاولة طعننا بالخنجر اللبناني ومع ذلك كله استطاع الرئيس الأسد تجاوز هذه المحن بكل نجاح وأثبت للعالم أن سورية دولة لها مكانتها على الساحة وأن العالم كله بحاجة إلى سورية لحل الكثير من القضايا ..
الحديث عن الحركة التصحيحية المجيدة لا يختصر بمقال ولا بعدة صفحات لأنها حققت الإنجازات الكبيرة ولكننا نستطيع أن نقول باختصار: لولا هذه الحركة لكان وضعنا العربي أكثر مأساوية مما هو عليه الآن .. ولعل مسيرة هذه الحركة المباركة طيلة هذه العقود وما تلا هذه المسيرة من أحداث يطول ويطول ولكن ما يهمنا أن هذه المسيرة حققت لنا الكثير ومع أننا ندنو من العام الثامن للحرب الكونية الإرهابية القذرة التي تعصف ببلدنا الحبيب سورية يمكننا القول : إن سورية كانت ولا تزال وستبقى القلعة الصامدة التي تقف بصلابة وشموخ أمام كل المؤامرات والتحديات والحروب التي تعصف بها وبمنطقتنا وتفشلها واحدة تلو الأخرى ولذلك لا بد من وقفة إجلال وإكبار واحترام لهذه المسيرة النضالية بامتياز مؤكدين جميعاً كسوريين أن مبادئ هذه المسيرة ستبقى تشحن فينا القوة والعزيمة لمواصلة الصمود والبقاء .. وكل عام وسورية قيادة وشعباً وجيشاً بألف ألف خير.