مسيرة التصحيح نهج وطني معاصر يجدده السوريون كل عام

دمشق-سانا
“بداية عهد جديد لسورية” جملة أجمع عليها كل من تحدث عن إنجازات الحركة التصحيحية منذ 48 عاماً فما شهدته سورية منذ ذلك الوقت من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية مستمرة في كل عام رسخ مسيرة التصحيح وحافظ على ذكرها قولاً وفعلاً.
وما أشبه اليوم بالأمس فالحاجة والرغبة الدائمة بالتصحيح والتمسك بمبادئه وإنجازاته السابقة من قبل السوريين ساهمت بشكل أو بآخر بتعزيز صمودهم خلال سنوات الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية من خلال الجيش العقائدي الذي حقق انتصارات بطولية على الإرهاب التكفيري وداعميه وعبر المؤسسات والنقابات العامة والخاصة والجمعيات والمنظمات المجتمعية التي كانت من أهم إنجازات التصحيح في سورية سابقاً وأهم عوامل الصمود فيها لاحقاً.
متابعة نهج التصحيح الذي انطلق به القائد المؤسس حافظ الأسد في الـ 16 من تشرين الثاني عام 1970 ليكون حالة دائمة للاستفادة منه في مستقبل سورية يستدعي التذكير بمنجزات هذه الحركة المهمة في مختلف الفعاليات والأنشطة حيث تعددت النتائج المتمخضة عنها في المجال السياسي من خلال توحيد الأحزاب السياسية تحت مسمى الجبهة الوطنية التقدمية وبالتالي نقل التيارات السياسية من التنافر إلى التوافق وفتح المجال للأحزاب المتعددة بالمشاركة في القرار السياسي، كما أعطي دور كبير لمجلس الشعب ووضع دستور جديد للبلاد.
تلا ذلك أهم إنجازات الحركة التصحيحية الراسخة إلى يومنا هذا وهي حرب تشرين التحريرية التي نتج عنها تحرير القنيطرة المحتلة من قبل الكيان الصهيوني وتزايد الاهتمام ببناء جيش وطني عقائدي لحماية حدود الوطن اسمه اليوم يملأ الدنيا “الجيش العربي السوري” الذي قدم لاحقاً لسورية الغالي والنفيس للدفاع عن سيادتها واستقلالها ضد أشرس حرب إرهابية.
أما على الصعيد الاقتصادي فنمت في سورية المنشآت العمرانية وبنيت السدود والمصانع وافتتحت المشاريع الصناعية والزراعية وتوجهت الخطط الاقتصادية للانفتاح على الأسواق الخارجية ورفع القيود عن التجارة الخارجية إلى جانب تعزيز دور مؤسسات القطاع العام وإتاحة المجال للقطاع الخاص للمشاركة في التنمية والنهوض بواقع العمال والفلاحين.
ولا يقل أهمية عما سبق ما حدث بمجال التعليم والثقافة والصحة والحياة المجتمعية حيث تم توفير التعليم المجاني ومستلزماته وبناء مشاف ومستوصفات وجامعات متعددة في المحافظات السورية بعد أن كانت تتركز في محافظتين فقط وكثرت الأبحاث العلمية والمراكز الثقافية كما تم تنظيم المجتمع في منظمات شعبية ونقابات مهنية وجمعيات مجتمعية كان لها دور فعال وكبير في السنوات الأخيرة في مواجهة مخططات الدول الاستعمارية والصهيونية والرجعية العربية ضد سورية.
نهج التصحيح استمر مع السيد الرئيس بشار الأسد منذ عام 2000 ضمن مسيرة تحديث وتطوير سعى لإرسائها في كل مفاصل الدولة وتابعت تقدمها رغم بدء الحرب الإرهابية على سورية عام 2011 حيث شهد ذلك العام والذي يليه حزمة من الإصلاحات الشاملة لتحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي برزت من خلال قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام الجديدة وإعادة صياغة الدستور بما يتناسب مع المرحلة المستقبلية كما صدرت عدة مراسيم تتعلق بتثبيت العمال المؤقتين وإحداث هيئات اقتصادية وتنموية جديدة وغيرها من القرارات الخاصة بكل القطاعات.‏
الحركة التصحيحية لم تقتصر على الإنجازات في البيت السوري الداخلي ولكنها تركت أثرها على المنطقة ومحيطها الإقليمي بحملها للمشروع القومي العربي وثبات مواقف سورية تجاه القضية الفلسطينية والحقوق العربية بالتوازي مع التعامل السياسي الملائم للظروف والمستجدات الطارئة على سورية والدول العربية.
تتجدد ذكرى الحركة التصحيحية اليوم على وقع انتصارات الجيش العربي السوري ليترسخ البعد القومي والعربي لهذا الجيش الذي لم ولن يتمكن الإرهاب بكل أفعاله وأدواته الإجرامية من الوقوف أمامه بل على العكس زاد السوريين تمسكاً به إيماناً منهم بالقدرة على نقل راية التصحيح والنضال والصمود إلى أجيال وأجيال ستتابع المسيرة دون توقف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار