حلب-فاتن يوسف
حياة حافلة بالعطاءات .. تتزاحم يومياتها وساعاتها وحتى دقائقها بالإنجازات.
عقل مدبر.. بصيرة نفاذة .. إرادة قوية .. كبرياء لا حدود له.. ذكاء وحكمة.. شجاعة وتصميم.. هدوء وحزم .. كل ذلك منسوجاً “بروح مفعمة بالإنسانية والنبل والكرم.
هكذا هو رجل المهمات الصعبة .. القائد المؤسس حافظ الأسد.
كنت وما زلت أقول سورية مليئة بمبدعيها وكتابها وصناع البرامج والسينما فيها وبالرغم من ذلك مقصرون في توثيق ما فعله ذلك الزعيم الذي ﻻ يشبه أحدا” وﻻ يشبهه أحد خلال مسيرة امتدت عبر ثلاثون عاماً من تاريخ سورية الحديثة ..وما تركه من بصمة حولت سورية من دولة انقلابات لدولة لها كيانها الحيوي والاقتصادي والجغرافي وقرارها السياسي في العالم .
على شاشة الميادين
عندما بدأت الحلقات الأولى تأخذ طريقها الى الناس من خلال شاشة الميادين عبر برنامج (الرجل الذي لم يوقع) الذي يرصد أهم المحطات في حياة القائد حافظ الأسد .. شعرت بفخر ﻻ حدود له وأنا أتابع تقاسيم وجه القائد القادم من عصور الكبرياء .. وبدأت أتلقف المعلومات التي يبثها البرنامج .. وكم أدهشني ضخامة الإنجاز في حياة القائد حافظ الأسد قياساً للفترة الزمنية من رئاسته .. وكم شدني ذكائه وبصيرته في تفهم خلفيات المشهد السياسي ومعرفة أبعاده بلمح البصر .. وذلك البريق في عينيه الذي يعكس فهما” وتفهما” لم يسبقه إليه أحد من زعماء العالم .. وأذهلتني تلك الحنكة التي أدار بها عجلة مواقف صعبة من حياة سورية … وقضايا متعلقة بالعروبة ودول الجوار ولبنان وفلسطين … وكيف بنى مساحة رحبة من العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم.
له وزنه
ولم ينس (برنامج الرجل الذي لم يوقع ) تخصيص مساحة لعرض آراء أهم المفكرين السياسيين ورؤساء العالم في شخصية القائد الكبير.. فجذبتني عبارة لبيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق الذي وصف الزعيم حافظ الأسد بقوله: (هذا الرجل له وزنه في المنطقة وﻻ يمكن لأحد تجاوزه أبداً ) …قول الرئيس اللبناني اﻷسبق اميل لحود حين قال 🙁 حافظ الأسد رجل المهمات الصعبة في الزمن الصعب ..وقد بنى لسورية مجدا” ﻻ ينال منه أحد.)
سيبقى مدرسة
نحن السوريون ندرك جيدا” أن القائد المؤسس حافظ الأسد رحمه الله قد أمضى حياته وهو يبني مجد سورية الحديثة منشغلاً في ذلك عن نفسه وأسرته…ونعرف أن اسم حافظ الأسد في مدلوﻻته ليس شخصاً وإنما قيمة وجوهر ورمز يقتدى به …لقد أورثنا رحمه الله أساساً ودعائم ثابتة في بناء سورية الحديثة ..ومسيرة حافلة بالانجازات …وترك لنا السيد الرئيس بشار الأسد الذي تربى في مدرسته ونهل من فكره وعقيدته …فكان خير خلف لخير سلف …أمينا” على المكتسبات…فارسا” في معركة دحر الإهاب .
.(الرجل الذي لم يوقع )برنامج أتمنى أن يتبعه برامج وأفلام سينمائية تؤرخ قيمة ما قدمه القائد حافظ الأسد ﻷنه رمز من رموز القيادة التي ﻻ تمر في حياة المجتمعات مرور الكرام.