حلب – سانا – الجماهير
أعمال إعادة تأهيل وصيانة الخطوط الحديدية ولا سيما التي تعرضت للضرر والتخريب جراء الإرهاب تشكل ضرورة اقتصادية وخدمية نظراً لأهمية هذا المرفق الحيوي ودوره في تيسير شحن البضائع إلى المرافىء الجافة ونقل المسافرين بأمان بين المناطق والمدن.
حلب التي استعادت عافيتها بعد عودة الأمن والاستقرار إليها تشهد تنفيذ مجموعة مشاريع وفق الأولويات التي حددتها الحكومة وبإشراف مباشر من وزارة النقل كما يوضح الدكتور المهندس نجيب الفارس مدير المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية.
ويوضح الفارس أن المؤسسة تعمل على صيانة وإصلاح الخط الحديدي من حلب إلى دمشق من أجل تسيير القطارات وخاصة قطارات شحن البضائع وكذلك وصل محطات توليد الكهرباء في محردة والزارة بحماة وصوامع الحبوب ومحطات توليد الكهرباء في ريف دمشق بالشبكة من أجل إيصال الوقود لهذه المحطات والحبوب إلى صوامع الحبوب في محافظات حلب وحماة وحمص ودمشق.
وحول خط النقل السككي إلى جبرين شرق حلب يقول الفارس: إن هذا الخط تم إصلاحه بعد قيام الجيش العربي السوري بإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب نهاية عام 2016 وهو يخدم المواطنين من جبرين عبر الأحياء التي يمر بها وهي “الشيخ سعيد والأنصاري والسكري” باتجاه محطة بغداد بالمدينة ويبلغ طوله 18 كم حيث يتم نقل الركاب صباحا والعودة بانتهاء الدوام الرسمي.
واستعرض الفارس المشاريع التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية وهي تفريعة سككية لصوامع شنشار بحمص من أجل نقل الحبوب من المرافىء السورية إلى شنشار وصيانة الخط الحديدي من المرافىء السورية باتجاه مناجم الفوسفات مرورا بحمص لنقل الفوسفات وتصديره عبر المرافىء ونقل البضائع للقطاعين العام والخاص من المرافئ باتجاه محطة شنشار بحمص.
ويشير الفارس إلى أن المؤسسة تقوم حالياً بإنجاز مشروع غاية في الأهمية وهو نقل احضارات الحصى من مقالع حسياء ذات الجودة العالية إلى باقي المحافظات للمساهمة في إعادة الإعمار وتأمين المواد الأولية اللازمة لذلك موضحاً أن المشروع عبارة عن محطة تحميل في مقالع حسياء وتفريعة سككية من مقالع حسياء باتجاه بحيرة قطينة بطول 18 كم وهذه التفريعة ستؤمن نقل الاحضارات الحصوية إلى أغلب المحافظات ومن المتوقع الانتهاء منها منتصف العام القادم.
وعن مشاريع المؤسسة المستقبلية يوضح الفارس أنه يتم تنفيذ مشاريع استراتيجية أهمها ربط المرافئ السورية بالمرافئ الجافة ومنها مرفأ الشيخ نجار بالمدينة الصناعية في حلب ومرفأ المدينة الصناعية بحسياء في حمص والمرفأ الجاف بعدرا بريف دمشق مبيناً أن هذه المرافئ الجافة ووصلاتها السككية التي تربطها مع شبكة الخطوط الحديدية مهمة لنقل المواد الأولية من المرافئ السورية باتجاه المدن الصناعية وكذلك نقل المواد المصنعة المعدة للتصدير عبر الموانئ السورية وعبر الوصلات السككية الدولية التي سيتم تنفيذها وخاصة مع العراق.
ولفت الفارس إلى أن نسبة التنفيذ في التفريعة السككية للمدينة الصناعية بحسياء وصلت إلى 65 بالمئة وبالنسبة للشيخ نجار تم استلام الدراسة التنفيذية وهناك إجراءات أخرى من أجل تأمين استملاك الأراضي التي ستمر منها التفريعة وهي عبارة عن مرفأ جاف في المدينة الصناعية وساحة للحاويات ومحطة للركاب ومحطة للبضائع من أجل نقل الحاويات التي استطاعتها بحدود 3 ملايين طن كمرحلة أولى سنوياً.
وبخصوص خط حديد حلب دمشق بين الفارس أنه يتم العمل حالياً على إصلاح وصيانة هذا الخط بكل مقاطعه من حلب إلى حماة وحمص ومن ثم إلى دمشق وإصلاح الجسور والعبارات والجسم الترابي وتعويض الخطوط الحديدية وتمديدها بعد أن سرقها الإرهابيون وإثر عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة تجرى أعمال الصيانة لأجزاء كثيرة من الخط ومن المتوقع إنهاء العمل في الربع الثالث من العام القادم وتسيير القطارات باتجاه دمشق والتفريعات السككية باتجاه الفعاليات الاقتصادية ومحطات توليد الكهرباء على هذا المحور وصوامع الحبوب.
كماانتقلنا إلى مركز الصيانة والتأهيل حيث تتم عمليات صيانة وتجهيز القاطرات والتقينا المهندس علي الجاسم مدير الأدوات والجر في الخطوط الحديدية السورية الذي أوضح أن المركز يقوم بعمليات معاينة القاطرات العاملة على جميع الشبكات وتجهيز القاطرات لفروع المؤسسة في حمص واللاذقية وطرطوس وبسبب انقطاع الخطوط الحديدية بين حلب وباقي المحافظات يقوم المركز بتجهيز القاطرات لنقلها إلى تلك الفروع ونقل الحبوب والفوسفات والمواد الأخرى من مينائي طرطوس واللاذقية إلى حمص.
وأضاف الجاسم: إنه خلال شهر أيلول الماضي تم نقل 6 قاطرات من فئة 1800 حصان إلى دمشق وهذه القاطرات قامت بنقل الركاب من محطة القدم إلى مدينة المعارض وخلال أقل من شهر تم نقل قاطرتين من حلب إلى فرع حمص لاستثمارها على محور حمص طرطوس اللاذقية.
وفي محطة بغداد لنقل المسافرين بين المهندس ابراهيم خضر مدير الحركة والنقل في المؤسسة أن رحلات خط حلب جبرين بدأت عام 2017 وبمعدل 4 رحلات يومياً ووصل عدد الركاب إلى 161 ألف راكب خلال العام الحالي ويتم تسيير رحلات لطلاب المدارس.
ولدى استطلاع آراء عدد من المواطنين المسافرين على متن القطار قبيل انطلاقه إلى محطة جبرين ومعظمهم من الموظفين وطلبة الجامعة والأهالي الساكنين في الأحياء التي يعبر منها القطار عبروا عن ارتياحهم للتنقل بواسطة الخطوط الحديدية لسرعة وصولها وأمانها ورخص أجورها.
سائق القطار محمود عفر تركماني أشار إلى حجم المعاناة من تواجد أطفال المدارس بالقرب من الخطوط الحديدية باتجاه محطة جبرين وضرورة إبعادهم عن السكة.
ويبقى المواطنون وأهالي حلب بانتظار عودة شريان النقل السككي بين حلب ودمشق إلى العمل لاستخدامه في سفرهم وتنقلاتهم نظرا لما يحققه من راحة وأمان لهم.