حلب ـ جهاد اصطيف
بالرغم مما تعرض له نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من موجة واسعة من الإدانات والانتقادات من قبل الكثير من الدول ووسائل الإعلام العالمية وخاصة الأمريكية منها طيلة فترة حكمه جراء مواقفه وقراراته المتهورة والمثيرة للجدل ومن بينها تلك التي وصف فيها دولاً أفريقية ومن أمريكا اللاتينية التي يأتي منها مهاجرون إلى أمريكا بأنها حثالة إضافة إلى قراراته حول الانسحاب من اتفاقية المناخ ومنع رعايا العديد من الدول الشرق أوسطية إلى الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية فضلاً عن قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني وهو ما أثار الكثير من ردود الفعل المنددة والغاضبة في العديد من دول العالم وفي الأخص داخل فلسطين المحتلة نجد أن الانتخابات الأخيرة قد عرت سياسة ترامب وجعلتها في وضع حرج ليس فقط أمام الداخل الأمريكي بل أمام العالم أجمع .
لاشك أن الرئيس ترامب كان دائماً على علاقة غير نظامية مع الحقيقة لأنه بكل بساطة يمارس دائماً المراوغة والكذب والتضليل منذ جذوره كرجل أعمال عندما كان يروج لذاته في مدينة نيويورك وحتى مسيرته السياسية حسب ما كشفته في طبيعة الحال شبكة ال (سي أن أن) وكذلك حسب مدونة واشنطن بوست التي تعنى بتدقيق الحقائق أحصت أكثر من خمسة آلاف ادعاء كاذب أو مضلل قدمها ترامب فقط في أول ستمئة يوم من توليه المنصب أي بمتوسط أكثر من ثمانية ادعاءات باليوم.
بالطبع ترامب يعرف الحقيقة ولا يريد أن يقولها عمداً لأنه يكرر الكثير من ادعاءاته الكاذبة حتى في مواجهة أسئلة الصحافيين أو بعد عرض الحقائق إلا أن الأمر المثير في أكاذيب ترامب هو أنها تتنامى سواء من حيث الكم أو النوع .
وهذا يقودنا إلى القول أن ما يجري خلال العديد من جلسات مجلس الأمن ولجوء بعض الأعضاء الدائمين فيه إلى تكرار الأكاذيب والفبركات ضد سورية ليس مستغرباً فالواقع التاريخية والمآسي التي شهدتها شعوب المنطقة تزداد دائماً عندما يخسر داعمو الإرهاب التكفيري كل أوراقهم في سورية.