الدوري الممتاز والكثير من التناقضات .. على الفرق أن تعيد ترتيب أوراقها وتحسن الاستفادة من فترة التوقف وترميم صفوفها

حلب ـ الجماهير
الدوري الكروي اللغز المحير في مسابقاتنا الرياضية فالدخول فيه غير معروف وكذلك الخروج منه وهذا الموسم أطلق عليه (الدوري الممتاز) بعد أن كان دوري المحترفين وجدنا أننا ما زلنا نغوص في مستنقع من التناقضات لا مبرر لها وأنه وكما قال رئيس المنظمة بحاجة إلى تعديل قوانينه فلاعب لا يلعب إلا فترات قليلة ينال كماً هائلاً من الأموال فيما لاعب يشترك في جميع المباريات ولا يتقاضى إلا الجزء اليسير من التعويضات المالية فأنظمتنا ومع الأسف الشديد لم تحدد ضوابط قانونية لذلك وتترك لآراء المعنيين مجالاً رحباً لتبادل الآراء وإعطاء الحلول الناجعة.
الدوري الممتاز في مراحله الأخيرة
قال المشجع الاتحادي محمد بوادقجي:
دخل الدوري السوري الممتاز مراحله المتقدمة مع انتهاء مرحلة الذهاب وما يميزه لهذا العام اتساع رقعة المنافسة التي انحصرت في السنوات الماضية بين الاتحاد والجيش والوحدة وتشرين ليدخل أجواء المنافسة كلاً من الوثبة وبنسبة أقل نادي الطليعة.
بالعودة إلى أجواء الدوري كالعادة كان المدربون الحلقة الأضعف حيث لم ينجح سوى (4) من أصل (14) مدرباً إكمال مرحلة الذهاب ونقصد هنا (الدحبور والشمالي وأنور والمعسعس) وهناك بعض الأندية قامت بتبديل أكثر من مدرب بسبب سوء النتائج تارة وبناء على طلب الجمهور تارة أخرى.
أندية الصدارة:
بالحديث عن أندية الصدارة نبدأ من نادي تشرين:
بدأ نادي تشرين كعادته في المواسم الأخيرة مرحلة الذهاب وفق خط بياني متصاعد بعد أن دعم صفوفه ببعض التعاقدات التي وصفها عشاقه بالمتواضعة والعشوائية حيث تم استقطاب الظهيرين نديم صباغ وحمدي المصري والمهاجمين العقاد والبركات لعل أحد أهم أسلحة تشرين هو جمهوره الذي عودنا على رسم أجمل اللوحات على المدرجات ما يعيب تشرين افتقاده للنفس الطويل وهي المعضلة التي يأمل أنصاره تجاوزها هذا الموسم.
نادي الجيش:
ويعتبر من أكثر الأندية استقراراً في الدوري السوري بدأ موسمه مع العفش ومن ثم انتقل إلى مدربه القديم الجديد أحمد شعار، حافظ الجيش على بنية فريقه البطل ورفد مجموعته بأفضل ثلاثة مهاجمين في الدوري (الواكد والعبادي وباسل مصطفى) إضافة إلى المدافعين (الزين والطيارة).
استقرار نادي الجيش يجعله من أهم وأقوى المنافسين على البطولة.
نادي الوحدة:
بداية نادي الوحدة لهذا الموسم كانت متعثرة ولكن سرعان ما استفاق النادي المعتاد على المنافسة وعاد إلى سكة الانتصارات، قام الوحدة بالمنافسة حتى الرمق الأخير كونه من الأندية المعتاد على البطولات.
نادي الاتحاد:
أخيراً وليس آخراً نادي الأهلي كما يحلو لعشاقه تسميته قام نادي الاتحاد بتغيير جلده بعد استغناءه عن (12) لاعباً وقام بتعاقدات لم تلب طموح جماهيره، بدأ موسمه مع الشديد الذي سرعان ما تمت إقالته وتعيين الهواش (بناء على طلب الجمهور) النادي يضم نخبة من نجوم الدوري في خط الوسط وبوجود شخصية البطل استمر النادي بالمنافسة ويأمل أنصاره بتعاقدات شتوية تلبي الطموح ليستمر النادي بالمنافسة محلياً وآسيوياً.

الحصان الأسود
عند الحديث عن الدوري السوري لابد من الإشارة إلى الحصان الأسود في هذا الدوري وهو نادي الساحل الوافد الجديد لدوري الأضواء والذي قدم مستويات تعبر عن طموحه بقيادة مدربه الطموح المعسعس رغم افتقاده للنجوم.
وقال الحكم المتقاعد زياد الشيخ عمر:
نصبح ونمسي على أخبار منتخبنا الكروي والأيام المتبقية على مشاركتنا في النهائيات.
وما ينسينا ويشغلنا هو الأسابيع المتبقية من عمر الدوري والتنافس والإثارة بين فرق المقدمة والوسط والمؤخرة على حد سواء.
وأكثر ما يميز هذه المرحلة الجماهير الوفية لفرقها وكما اسموها (بملح الملاعب) والتي أجادت بالحضور المكثف ومرافقة فرقها (ثم أضاعت ذلك) بالإساءة إلى الفرق المنافسة والحكام لمخالفتهم أهواءهم عند الخسارة.
ونحن لا ننكر تعرض بعض الفرق إلى نكسات ليست على بال المشجعين والجماهير وليست بحسابات المسؤولين على تلك الفرق وهذا ليس بذنب الحكم أو الاتحاد المسؤول عن تنفيذ مراحل الدوري.
والهدوء هو من متطلبات المرحلة القادمة وكذلك تركيز الجميع على حد سواء من اتحاد وحكام وأندية ومدربين ولاعبين.
مع الإشارة بدور بعض اللاعبين الذين نتمنى ضمهم إلى المنتخب مما يدفع رفاقهم إلى تقديم الأفضل لصالح المنتخب.
وقال نذير طاهر من كوادر نادي الحرية:
دوري حماسي وناري والمميز بهذا الموسم وجود أكثر من منافس قوي على اللقب بعكس المواسم السابقة ويعود ذلك والحمد لله لعودة الأمن والأمان لأغلب المدن السورية مما انعكس إيجاباً على الأندية من الناحية الفنية ومن يريد أن يكون منافس قوي على اللقب عليه العمل بنفس طويل والحصول على اللقب يتطلب دعم كامل من جميع النواحي مادية وادارية ونفسية وفنية ووجود أكثر من نادي منافس قوي على اللقب يشكل عامل إيجابي وجيد للكرة السورية.
وقال الحكم خالد الهاشم:
الدوري السوري قوي وهناك مباريات لها طابع الندية وأخرى تلعب للمشاركة عسى أن يتحسن الوضع وانعكست الأزمة على بعض الأندية مثل نادي الاتحاد والكرامة، ولا ننكر أننا نرى في المدرستين تعب سنوات الأزمة التي مرت على سورية الحبيبة ولكن رغم كل التعب والجراح التي تعرضت له سوريتنا الحبيبة كل أسبوع نرى قد ازداد تألقاً وبالأخص جمهورنا الحبيب الذي يزداد ويتابع فرقه رغم كل الصعاب.
وقال الحكم المتقاعد زهير نعمة:
مع انتهاء مرحلة ذهاب الدوري السوري لكرة القدم ودخول فترة الراحة بين مرحلتي الذهاب والإياب والتي تصادف موعد مشاركة منتخبنا الأول بنهائيات كأس آـسيا الذي نتمنى له كل النجاح والتوفيق.
وبالعودة لدورينا وهذه الاستراحة يجب على كافة فرقنا أن تعيد ترتيب أوراقها وتحسن الاستفادة من هذه الفترة وترميم صفوفها مهما كان ترتيبها سواءً في المقدمة أو المؤخرة أو في وسط اللائحة من خلال تدعيم صفوفها بتعاقدات الانتقالات الشتوية أو بفسخ عقود بعض اللاعبين الذين لم تثبت كفاءتهم.
وتراوحت مستويات وعطاءات فرق الدوري لهذا الموسم بين المعقول والمقبول وبرزت أندية تشرين والجيش والوحدة بطابق يلاحقهم فريق الاتحاد والطليعة والكرامة ولازالت الفرصة سانحة لهذه الفرق لتبادل الأدوار حتى مع فرق الصدارة نظراً لعدم اتساع فارق النقاط فيما بينها وفي أسفل الترتيب تتصارع فرق جبلة والمجد وحطين للهرب من ذيل الترتيب فيما آثار الهبوط تخيم على فريق الحرفيين ولم يبارح المركز الأخير وحسب كلام إدارة الحرفيين أن هناك محاولات جادة برحلة الإياب للهرب من ذيل الترتيب من خلال إحداث صدمة إيجابية في كادر الفريق.
وشهد مفصل التحكيم هذا الموسم قفزة مميزة عن المواسم الماضي بتقلص نسبة الأخطاء عن المواسم السابقة وبروز عدة أسماء حكام شابة أثبت جدارتها الى جانب أسماء خبيرة قادت المباريات بعدالة وحياد.
فيما أبدت أندية الدوري تذمرها من كاهل العقوبات المادية التي فرضت عليها وترزح تحت وطأة الصناديق الخاوية من الأموال.
فيما شهدت رحلة الذهاب عدة حالات لإقالة عدة مدربين لأنديتنا نتيجة ردات الأفعال من سوء النتائج وطبعاً كنا ننتظر أن يمنح هؤلاء المدربين فترة اختبار أطول ولا تكون الإقالة لحظية وعلى اتحاد الكرة ضمان حقوق مدربينا بعلاقتهم التدريبية مع أنديتنا.
وتبقى نقطة العلامة الفارقة في دورينا ملاعبنا وجماهيرنا رغم أن ملاعبنا لم تكن بأحسن جاهزيتها فقد تفوقت جماهيرنا بحضورها وتشجيعها الكثيف والمميز من على المدرجات أو بدعمها وتشجيعها لفرقها.
وعبر الزميل محمود جنيد مدير المكتب الصحفي في تنفيذية حلب:
باختصار شديد أن الدوري تحولت فيه المنافسة الحقيقية والإثارة من أرضية الملاعب غير الصالحة سوى لألعاب التليماتش مع المستويات الفنية المتواضعة عموماً للفرق إلى منافسة على المدرجات بين الجماهير التي غطت بحضورها اللافت وكرنفالاتها الرائعة على المستوى الفني العادي للفرق.
وقال محمد الخطيب من نادي الحرية:
لا يوجد مستوى جيد أو حتى مقبول في دوري هذا الموسم بالنسبة للهبوط شبه محسوم الحرفيين، بالإضافة إلى أحد أندية جبلة أو المجد البطولة محصورة بين الوحدة والجيش وتشرين والأقرب إلى الوحدة ولكن كيف يتم التعاقد مع اللاعبين علماً أن اللاعبين لا يستحقون اللعب في الدوري ويجب أن يكون هناك دراسة من طرف الاتحاد السوري لتخفيف الأندية إلى عشره وبهذا يرتفع مستوى الأندية ويقل المصروف وهنا نتمنى أن يعود كل اللاعبين من أندية حلب.
وقال محمد دهمان كابتن منتخب سورية في الثمانينيات:
دوري الممتاز جيد وأكثر الفرق في مستوى متقارب من بعضها من حيث خطوط الفريق بالنسبة لحراس المرمى جيدين ولكن يوجد أخطاء يجب تلافيها في المرحلة القادمة. وجمهورنا الحبيب لم يبخل على أنديتهم في الحضور لتشجيع فريقه .
وقال حمدي قواف من نادي عمال حلب:
الدوري بشكل عام لم يرتق إلى المستوى المطلوب وذلك لتفاوت المستوى بين أندية المقدمة والأندية الوسطى وأندية المؤخرة.
فهذا الكم الهائل من الأندية بحاجة إلى تقليص كي نرى مباريات ذات مستوى جيد وحماسية وترتقي إلى المستوى المطلوب فنياً وتكتيكياً والأغرب أن بعض الأندية لا تمتلك عائدات مالية تستطيع من خلالها تطوير مستواها وتقديم الأفضل لديها وذلك لعدم قدرتها على استقطاب اللاعبين المميزين.
وقال محمد علي نداف رئيس مجلس إدارة نادي عمال حلب:
نحن بحاجة لإعادة تنظيم مباريات الدوري فكفانا الاختفاء خلف عبارات لا مبرر لها.
فالدوري حتى الآن لم يرتق إلى مستوى الطموح لأسباب كثيرة منها اعتماد الأندية على لاعبين جاهزين وعدم الاعتناء بالقواعد لخلق جيل كروي شاب يستطيع أن يؤهل لاعباً.
ونحن في نادي عمال حلب نسعى لبناء قاعدة كروية تكون مؤهلة لتمثيل النادي وتطوير الكرة.
خاتمة القول
هذا هو دورينا وعلينا أن نعترف قبل غيرنا بأننا ما زلنا مخطئين في تنظيم دورينا.
فهل من المعقول أن يكون دورينا الممتاز والدرجة الأولى لاعبيه محترفين وتشرف عليه إدارات هاوية تصرف الأموال الكثيرة ولا تنال من جراء ذلك ما يسد رمقها؟.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار