الحياة تعود مجددا لأروقة حلب الثقافية

دمشق-سانا
أوابدها وبيوتها العريقة وتمسك أهلها بالحياة وعشقهم للفن والإبداع كانت زوادة صمود مدينة حلب الشهباء لتعيد هذه المدينة الضاربة جذورها في التاريخ حكاية صدها للغزو المغولي قبل 700 عام مع الإرهابيين وتحقيق الانتصار على يد أبطال الجيش العربي السوري وصمود أهلها وتضحياتهم.
وبعيد التحرير واصل النشاط الثقافي في الشهباء حراكه بحماسة والذي لم يتوقف حتى تحت قذائف الإرهاب ليعلن للعالم أجمع أن رسالة الثقافة والفن والإبداع انتصرت على سلاح الإرهاب والظلام.
ويشير مدير ثقافة حلب جابر الساجور في تصريح له إلى مشاركة كل الجهات المعنية بالقطاع الثقافي عام وخاص في تحريك العجلة الثقافية في حلب لافتا إلى أن مسارح المدينة استضافت خمسة عروض منوعة في العام الذي تلى تحرير المدينة فضلا عن ستة وخمسين عرضاً للمسرح الشبابي في جامعة حلب.
ويعود بذاكرته محمد حجازي مدير دار الكتب الوطنية بحلب إلى المشهد الثقافي في المدينة عندما كانت تعاني وطأة الإرهاب والذي ظل حاضرا ضمن إمكانياته البسيطة مؤكدا أنه منذ اليوم الأول للتحرير أطلق دار الكتب برنامجا ثقافيا في مراكز الإقامة المؤقتة بجبرين عبر انشطة توعوية ومكتبة متنقلة مجانية إلى جانب إطلاق مشروع متكامل مماثل يتناسب مع عظمة الانتصار ضم مهرجانات ثقافية وقراءات نقدية للإصدارات الجديدة وحفلات توقيع لها وندوات فكرية وورشات عمل مع مبادرات توعوية عديدة للأطفال لتعزيز الانتماء الوطني.
وكان المركز الثقافي بالعزيزية أحد المؤسسات التي لم تتوقف فيها عجلة النشاط الثقافي رغم تعرضه لأخطار الإرهاب ويقول مدير المركز جهاد غنيمي: “أقام المركز الفعاليات الثقافية بمختلف أنواعها لتكون شاهدا لتسامي المثقف السوري على جراحه وأثبتت أنه عصي على الاختراق لأنه تمثل حضارة الوطن الذي لم يعرف الانهزام”.
غير أن للمشتغلين بالوسط الثقافي مقترحات عدة لتطوير واقع الثقافة الحالي في المدينة حيث يدعو محمد سمية مدير المركز الثقافي في حي الصاخور إلى تكثيف الحملات التوعوية للتحذير من الفكر الظلامي.
وتتداعى صور من الحرب الإرهابية وصمود أبناء حلب إلى ذاكرة الأديب القاص هاني دقة الذي قال: “لم تثن عزيمتنا تلك الحرب البغضاء التي شنها الأعداء على وطننا في الثبات والبقاء بحلب الشهباء .. ولم تحل دون ممارسة نشاطاتنا الثقافية” كما لن تنسى الأديبة سها جلال جودت ما ارتكبه الإرهاب من جرائم تخريب وقتل وتدمير لكنها تجد أن مسؤولية الأدباء من أبناء حلب تسجيل كل التداعيات لتعرف الأجيال كيف كانت المدينة عصية على المؤامرة والإرهاب.
الناقد والباحث نذير جعفر ابن الشهباء الذي طاله الإرهاب قال: “لم تتوقف الحركة الثقافية في حلب على مستوى والأدب والسينما خلال الحرب الإرهابية فكان هناك اصرار على استمرار الثقافة تحت القذائف ليهيئ الانتصار فرصا أوسع لتعود الحياة الثقافية من أوسع أبوابها” بينما أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح أن الاتحاد في حلب ظل مواكبا الحركة الثقافية التي استمرت قائمة على يد كتاب ومسرحيين وأدباء ومفكرين عبروا في محاضراتهم وآدابهم ونشاطاتهم الثقافية عما ارتكبه الإرهابيون من جرائم بحق المدينة وأهلها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار