حلب ـ عبد الكريم عبيد
في ضوء الاقتتال الدائر بين المجموعات الإرهابية المسلحة يتساءل المراقبون والسياسيون ما الذي يحدث؟ على اعتبار أن تركيا هي المتحكم الأول والأخير بحركة هذه المجموعات الإرهابية.
بمعنى آخر هي من فتح الحدود أمام الإرهابيين والمتشددين الذين قدموا من أكثر من /80/ دولة وهي التي سهلت مرور السلاح عبر حدودها ومطاراتها لا بل وهي من مول وسلح وبشكل مباشر المجموعات المسلحة كالزنكي الإرهابية وغيرها. وفي ضوء هذا التماهي التركي الأردوغاني مع حركة هذه المجموعات الإرهابية يحق لنا أن نتساءل أين تقف تركيا من هذه التصادمات إن صح التعبير …؟
بالتأكيد هي تقف في قلب الحدث وهي التي تتحكم في هذه المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعلم جيداً أن أردوغان وزمرته إذا ما منعوا التمويل وأخذوا موقفاً جديَاً فإن هذه المجموعات ستختنق من ناحية التمويل المالي والسلاح وعبور المسلحين إذ بين الفينة والأخرى يضيق التركي على المسلحين في إدلب والشمال السوري من أجل أن يشعرهم أنه صاحب اليد الطولى في الساحة وقد وصلت الرسالة حقيقة إلى الزنكي وأخواتها والتي سحبها من ريف حلب الغربي إلى عفرين السورية من أجل أن يجعل منها حطباً لمعركة قادمة ستكون أشد قوة وضراوة عليه لأن الجميع يدرك أن هذه المجموعات تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وبالتالي النزال الأخير والحاسم سيكون مع الجيش العربي السوري الذي هزم الإرهاب في حلب وحمص وحماه ودرعا والغوطة ودير الزور وتدمر وسواها من الجغرافيا السورية.
ورغم ذلك فإن أردوغان يلعب الآن لعبة خطيرة مع هذه العصابات إذ يسخرها من أجل أهدافه ومخططاته متخذاً منها ورقة ضغط في يده على الحكومة السورية والحلفاء من أجل محاولات لتقديم تنازلات لصالح أردوغان ليظهر من خلالها أنه أبو الأتراك في العصر الحديث وأنه هو من حقق الأمن القومي التركي إلا أن الوقائع تشير أن هذه العصابات سترتد عليه وتحرقه بنيرانها لأنه لا يملك إلا أن ينصاع لإرادة ضامني أستانا الروسي والإيراني الذين يمسكون بخيوط اللعبة جيداً ويحاورون من موقع القوي المنتصر بالتنسيق مع الحكومة السورية.
هي مرحلة خلط أوراق في المرحلة الراهنة من قبل التركي في محاولة منه لإطالة أمد الأزمة إلا أن حلفاء سورية ينطلقون من أساس قوي مستند لمعرفة بماذا يريدون وكيف يصلون إلى ما يريدون سيما وأنهم أعلنوا بأنهم يكتبون الفصول الأخيرة من نهاية الأزمة السورية.
في حين يظل أردوغان يراقب بحسرة وحيرة مجريات الأحداث كمن يقف على شاطئ وسفنه تبحر في عمق البحر ولا يستطيع أن يفعل شيئاً لاسترجاعها مكتفياً بالحسرة والندم على ما اقترفت يداه.