حلب – حسن العجيلي
بعيداً عن موسم الأمنيات والتنبؤات الذي يترافق مع بداية كل عام حيث تزدحم القنوات الفضائية بالمتنبئين والمنجمين وقارئي المستقبل بتفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة، فقد بدأت فعلياً فترة العمل الحقيقي الذي يرسم ملامح الغد الفعلية فمهما كانت التنبؤات والأمنيات فعلى الجميع العمل بجد ليحققوا أمنياتهم وخططهم.
إذاً التخطيط والعمل الجاد هو ما يجب أن تقوم به المؤسسات المختلفة لتحقق أهدافها المرسومة بعد أن تكون قد أجرت جردة حساب لعملها العام الماضي وما حققته من أهدافها المرسومة وأن تعلن هذه التقارير بما تتضمنه من أرقام لما تم إنجازه بشكل حقيقي والمعيقات التي أعاقت تنفيذ بعض البرامج والخطط إضافة إلى نشر الخطط والبرامج المزمع تنفيذها خلال العام الجاري والجدوى منها اقتصادياً وخدمياً بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
ولاشك أن الكثير من المؤسسات قد دخلت العام الجديد بأزمات متجددة وعلى رأسها أزمتي المازوت والغاز ولعل محافظة حلب تتحمل جزءاً كبيراً من هذه الأزمة والتي بالرغم من تكرارها إلا أن الواقع الحالي وردود الفعل الشعبية حيال الآليات المتبعة للتوزيع تثبت عدم كفاءة هذه الآليات حيث ما يزال المواطن يتحمل عبئاً كبيراً ترافق مع موجات البرد والمنخفض الجوي الذي أصاب البلاد فكان مستوى أداء المؤسسات المعنية متناسباً طرداً مع المنخفض دون أن يتناسب عكساً بما يخفف أعباء موسم البرد عن المواطنين.
ومحافظة حلب التي نشرت ملخصاً عبر قنواتها الإعلامية عن أهم خطوات الحكومة لتنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والخدمية في حلب كان حرياً بها كذلك أن تعلن أهم خططها للعام الحالي وما اتخذته من خطوات لإدارة أزمة توزيع الغاز والمازوت المنزلي الذي لم تنته حتى الآن من توزيع دفعته الأولى وقضى الكثير من العائلات لياليهم دون تدفئة في ظل تقنين كهربائي زائد .
وبما أننا ما زلنا في بداية العام يأمل المواطنون أن ينعموا بدفء الواقع بعد أن قضوا ليالي يمنون أنفسهم بدفء الأمنيات، فهل تعمل محافظة حلب على تحقيق أمنياتهم، وتحويل صقيع واقهم لدفء حقيقي ؟ حقيقة هذا ما نتمناه.