حلب . محمود جنيد
يأمل السوريون أن يستيقظ منتخبهم الوطني الأول لكرة القدم مع فجر جديد يتحقق معه حلم إنجاز آسيوي تقلب على جمر أضغاث الواقع ، حيث يضرب نسور قاسيون عند الثالثة و النصف عصر اليوم الثلاثاء موعدا مع فرصة تعويض ما فاتهم وتبييض وجههم بعد عثرتي فلسطين و الأردن ونزيفه خمس نقاط من ست ممكنة ، و الثأر بلغة كرة القدم من المنافس ( استراليا ) الذي سلبنا حلم مونديال روسيا في الملحق الآسيوي ..
يا أزمة اشتدي تنفرجي ..هكذا ظننا بمنتخبنا الوطني لكرة القدم وهو يلاقي غريمه الاسترالي في موقعة النور و النار ، التي لن نقبل قسمتها على اثنين ونريدها فوزا يؤهلنا بكافة الأحوال إلى دور الستة عشر ،و إن كانت الحسابات المعقدة المرتبطة بنتائج فرق أخرى خارج مجموعتنا تتيح تأهلنا من بين أفضل (ثوالث ) مجموعات إلى ثمن النهائي في حال التعادل .
تطمينات مدرب منتخبنا الوطني حول جاهزية نسور قاسيون لموقعة الحسم أمام خصم قوي وصعب كفاية لكنه قابل للخسارة كما فعل مع الأردن ، وتعريجه بالحديث عن تصرف السومة الإيجابي بتسليم شارة الكابتن كدلالة على عودة اللحمة الداخلية بين اللاعبين داخل المعسكر و الأجواء الإيجابية الراشحة ، تعطينا انطباعات معنوية إيجابية ، لكنها لن تغني عن التأكيد على ذلك بأرض الملعب في الموقعة الحاسمة التي تحتاج إلى روح الانتصار التي غابت ، إلى معدن الرجال الذي يظهر عند الشدائد . وينتصرون ولو بعد صدمة وشدة .
ويعتقد نجمنا الدولي الأسبق مروان مدراتي بقدرتنا على تحقيق ذلك كون المنتخب الاسترالي ليس بأفضل حالاته ، بشرط أن يلعب منتخبنا بالشغف و الحماسة و العزيمة التي وسم بها في تصفيات كأس العالم الأخيرة أي أن يكون في وضعه الطبيعي .
وعول الكابتن مدراتي على الحالة الذهنية التي يجب أن تكون في الفورمة حيث يعول عليها بشكل رئيسي ، إضافة إلى ضرورات أخرى فنية وتكتيكية أخرى مثل ظهور الحاسم عمر السومة بمستواه ، و الابتعاد عن لعب الكرات الطويلة الى العمق ، و تشغيل الأطراف واستثمار الكرات العرضية المرفوعة عبرها ، وبنفس الوقت التمركز الصحيح و عدم التسرع و الانتباه إلى كرات المنافس العالية .
ويرى الكابتن محمد دهمان بأن الفوز ممكن على استراليا في حال كان الأداء الجماعي للمنتخب مثاليا مع ضرورة الحذر من تلقي هدف مبكر و التركيز و التمركز الصحيح و التغطية الدفاعية السليمة و تنظيم الهجمات و الاستفادة من الفرص ، و اللعب حتى صافرة النهاية بوتيرة عالية وإقدام وأمل . وأشار الدهمان إلى ناحية تغيير المدرب الذي سيكون بدا وقعه الإيجابي من الناحية النفسية للاعبين التي تعتبر السلاح الأمضى في موقعة استراليا التي تحتاج .
الجمهور الحلبي و السوري بشكل عام الذي لم يتخل عن المنتخب وقرر الوقوف خلفه رغم دموع الأسى التي ذرفت حتى النهاية لأنه يحمل راية الوطن و أحلام الشعب ، طالب المنتخب التشبث بالأمل و القتال من أجل الحلم ..و العودة من بعيد لتحقيق انطلاقة جديدة نحو القمة .